تفرض علينا معطيات المشهد العربى الراهن الذى اكتسب أبعادا سلبية جديدة بعد الأحداث الدامية فى العراق وسوريا وليبيا وما خلفه العدوان الإسرائيلى على غزة من دمار وضحايا سؤالا ضروريا ومهما هو: أين أمة العرب من تحديات مرحلة ما بعد انفضاح أكذوبة الربيع العربى حيث لا زالت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم و يزداد الانفلات الأمنى اتساعا و تتعاظم الخلافات والصراعات الداخلية بين القوى السياسية إلى حد التناحر وبما يؤدى لاهتزاز الهيبة العربية مع دول الجوار الإقليمى مثل إسرائيل وإيران وتركيا لكى تتمادى فى الاستهانة بردود الفعل العربية المحتملة تجاه أى عدوان خارجي! وهذا السؤال ليس موجها إلى الحكومات والأنظمة العربية وحدها... ولا هو قصر على المنظمات والهيئات الرسمية التى تندرج فى إطار النظام العربى لجامعة الدول العربية الذى يوشك أن يفقد ما تبقى من مشروعيته... و لكنه سؤال يطرق باب الجميع من جامعات ومراكز أبحاث ومؤسسات المجتمع المدنى و سائر المفكرين والمثقفين! إنه سؤال لا يمكن لأحد أن يتعلل بأنه غير مطالب بالإجابة عليه أو أن أحدا لم يطلب منه الشروع فى الاجتهاد بشأنه لأنه سؤال يتعلق بقدر ومصير ومستقبل هذه الأمة التى تتعرض بعد نكسة الربيع العربى لمخاطر بدأت تمس مقومات الحياة والوجود ووحدة التراب الوطنى لتصل إلى استلاب حقوقها التاريخية فى الأرض وسائر الموارد الطبيعية بما فيها المياه والتى جسدتها الخطوات المتسارعة لإنشاء عدد من السدود فى بعض دول منابع النيل دون التشاور مع دول المصب! أتحدث عن أهمية وسرعة صياغة جدول أولويات المواجهة لهذه التحديات التى ربما يتحتم التعامل معها دفعة واحدة نظرا لاستحالة تأجيل المواجهة بالنسبة لبعض القضايا التى فرضت نفسها علينا فرضا كأنها زلزال مدمر يحتاج إلى بذل كل جهد وفى أسرع وقت ممكن لرفع الأنقاض وإنقاذ أكبر قدر من الضحايا والشروع فى إعادة البناء لما تهدم وتحقيق الإيواء الضرورى لكل من تشرد بفضل نكبة ونكسة الربيع العربى بعد انكشاف المستور وافتضاح المؤامرة! خير الكلام : من ينكر كل شيء يقر بكل شيء ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله