قبل أكتوبر عام 1973 وعلى مدى يزيد عن 6 سنوات أعقبت هزيمة يونيو 1967 واجهت مصر والأمة العربية أشرس حرب نفسية هدفها تدمير الثقة بالنفس! وليس انحيازا لمصر أن أقول أنه لولا خروج الشعب المصرى فى يومى 9 و 10 يونيو 1967 لإجبار جمال عبد الناصر على البقاء وعدم التنحى عن الحكم لكانت هذه الحرب النفسية الشرسة قد تمكنت من العقل العربى وأجهضت كل خطوات إعادة البناء التى بدأت بقرارات 11 يونيو 1967 التى أحدثت تغييرا شاملا فى القيادة العامة للقوات المسلحة بوجوه جديدة وعقليات جديدة لديها القدرة على الحلم والطموح فى تحطيم حائط الخوف وعبور المستحيل. وجاءت معركة رأس العش فى أول يوليو 1967 لتثبت أن الصمود والتمسك بالأرض وحسن استخدام النيران قادر على إمكان زحف الإسرائيليين باتجاه بورفؤاد رغم الفارق الكبير فى المواجهة بين مدفعية ثقيلة ومدرعات تحميها مظلة من الطائرات الهجومية وقوة صغيرة من رجال الصاعقة المصرية.. وبفضل الروح العالية التى أفرزتها معركة رأس العش استيقظ مارد التحدى داخل القوات المسلحة فكانت المفاجأة المذهلة للإسرائيليين يوم 14 أكتوبر 1967 فى المعركة الجوية التى تصدت فيها طائرات الميج 17 المصرية لطائرات الميراج الإسرائيلية وأسقطت خلالها طائرتى ميراج كأول وأهم عناوين استعادة القوات الجوية المصرية ثقتها بنفسها بعد استيعاب تداعيات الضربة الغادرة والمفاجئة صباح 5 يونيو... ثم جاء الحدث الكبير فى 21 أكتوبر عام 1967 عندما تصدت لنشات الصواريخ المصرية للمدمرة الإسرائيلية العملاقة «إيلات» شمال شرق بورسعيد فأغرقتها وعلى ظهرها 250 فردا من القوات البحرية الإسرائيلية فى سابقة عسكرية اعتبرها الخبراء العالميون انقلابا فى مفاهيم القتال البحرية وبداية عصر لنشات الصواريخ. وبفضل هذه المعارك الثلاث عام 1967 انتقلت مصر رغم جراح هزيمة يونيو إلى مرحلة جديدة اعتبارا من مارس 1968 للتصدى لأى عدوان ثم تطور الأمر فى أكتوبر 1968 إلى تنفيذ أول عملية اقتحام للمنطقة القوية فى الدفرسوار التى كانت بمثابة إشارة البدء لأطول حرب استنزاف ظلت مشتعلة حتى ليلة 8 أغسطس عام 1970 بإقرار وقف إطلاق النار ونجاح مصر فى تحريك حائط الصواريخ إلى حافة القناة كآخر وأهم اللمسات الضرورية لضمان تأمين أى عملية عبور شاملة فى الوقت المناسب.. وغدا نواصل الحديث.. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله