اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن قرار إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن التحالف مع مصر هو حالة تمليها «سياسة الأمر الواقع وليست نوعا من المثالية»، كما تعد أيضا الخيار السياسى الصحيح. وذكرت الصحيفة فى مقال كتبه أمس ديفيد إيجناتيوس أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى كان من بين المؤيدين البارزين لإقامة تحالف مع مصر، حيث أنه أعرب عن رغبته فى التركيز على تقديم المساعدات الاقتصادية لمصر ، كما أنه يعتزم المشاركة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الشهر المقبل. وألمح إيجناتيوس إلى أن صندوق النقد الدولى دعم الأوضاع الاقتصادية لمصر خلال هذا الشهر فى ضوء التوقعات بارتفاع معدلات النمو السنوية إلى 3،8٪ وبالتدريج إلى 5٪ من معدلها الحالى الذى يقدر بحوالى 2٪ فقط والذى ظل ثابتا فى مصر خلال السنوات الأربع الماضية، موضحا أنه رغم أن هذه الأخبار تعد سارة، فإنه لابد من العودة إلى نفس معدلات النمو الاقتصادى التى نجحت مصر فى تحقيقها خلال حقبة ما قبل ثورة يناير 2011. وأضاف الكاتب أن مصر بحاجة إلى المساعدات العسكرية أيضا، كما أنها باتت فى حالة جيدة الآن لأنها انخرطت بالفعل فى حرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وأضاف أن الكونجرس الأمريكى الذى طالب العام الماضى بتعليق المساعدات لمصر بدأ يدفع الإدارة الأمريكية مجددا للإفراج عن مليار و300 مليون دولار كقيمة مالية لمقاتلات أمريكية من طراز «إف 16» ومدرعات من طراز «أبرامز» وأنواع أخرى من الأسلحة. وأوضح الكاتب أن بقاء مصر قوية من خلال مساندة أمريكية سيقوى العمود الفقرى للعالم العربي، ويبدد المخاوف بشأن تحالف الولاياتالمتحدة مع إيران، وهذا هو الخيار الأفضل فى مساعدة الرئيس عبد الفتاح السيسى والوقوف إلى جانبه ويمكنه من استعادة توازن القوى بين السنة والشيعة، خاصة فى أعقاب إبرام اتفاق نهائى بشأن البرنامج النووى مع إيران. وأضاف: «أن المخرج من هذا كله يتمثل فى عدم تجاهل مصر ودورها بل فى مساعدتها فى استعادة قوتها ومكانتها». ونقل إجناتيوس عن ستيفن هادلى مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، والذى زار مصر الشهر الجارى والتقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسى قوله إن الرئيس أوباما «لا بد أن يزود مصر بالدعم الاقتصادى والسياسى والعسكرى اللازم لها، لأن المخاطر المترتبة على السماح لمصر بالانزلاق إلى الفوضى هو ببساطة سيناريو كارثى يحتم على إدارة مسئولة كالإدارة الأمريكية ألا تتجاهله أو تسمح له بحدوثه. وقال الكاتب إن هادلى شدد أيضا على أن «مصر أصبحت الآن ذات أهمية استراتيجية أكثر مما كانت عليه فى الماضى لأن الحفاظ على الاستقرار فى الشرق الأوسط يعد أمرا حتميا، خاصة فى وقت ليس لدينا فيه الكثير من الشركاء فى المنطقة لتحقيق هدف من هدا النوع، ولذلك فإننا إذا سمحنا لمصر بالانزلاق إلى سيناريو من الفوضى فإن ذلك سيعقد المشكلة ولن يساعد على الإطلاق فى حلها».