مازالت أمريكا ماضية فى غيها وتجاهلها كل الأعراف والمواثيق الدولية وتضرب بغبائها عرض الحائط بكل مصالح الدول الحليفة، ولا يهمها إلا النظر إلى مصلحتها فقط، وذلك بصورة فجة تؤصل شكلا من أشكال ازدواجية المعايير، ففى الوقت الذى اتهمت فيه مصر بانقلابها على السلطة إبان حكم الإخوان، ووقفت ضد مصالح ورغبات الشعب المصرى فأنها باركت ودعمت فى الوقت نفسه ما حدث فى أوكرانيا ووقفت مع السلطة ضد اختيار المواطنين فى القرم لاستقلالهم عن أوكرانيا، وتأييدهم الانضمام إلى روسيا، ثم قامت فى الوقت الحاضر بمقابلة رموز الإخوان على أرضها فى تحد سافر وفج لمشاعر المصريين، وفى إصرار مميت من جانبها على زعزعة الأمن والأمان فى مصر، بل وتتحرق شوقا فى تنفيذ مخططاتها الشيطانية بمساعدة حزب الشياطين، فهل لدى المصريين بعد ذلك أى رصيد من الحب والمودة تجاه أمريكا؟ إن لدى معظم دول العالم غصة فى قلوبهم من أفعالها، فهل لدى أمريكا مثلا رصيد من الحب فى قلوب اليابانيين بعدما قامت بقصف هيروشيما وناجازاكى بقنبلتين نوويتين فى السادس والتاسع من أغسطس عام 1945 أدى إلى مقتل أكثر من ربع مليون شخص معظمهم من المدنيين. وهل لدى أمريكا رصيد من الحب فى قلوب الفيتناميين بعدما قتلت منهم ما يقرب من مليون ومائة ألف قتيل، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين من الجرحى وثلاثة عشر مليونا من اللاجئين، فضلا عن ممارساتهم البشعة واللا إنسانية التى عامل بها الجيش الأمريكى المواطنين الفيتناميين، ويستمر بعد ذلك التدخل الأمريكى البغيض فى شئون الدول، فما من دولة تدخلت فى شئونها إلا تركتها خرابا من أفغانستان إلى العراق والآن ليبيا واليمن وسوريا، ومن قبل تدخلاتها فى كوسوفا والصومال، ولولا عناية الله ووعى الشعب المصرى ورجال الجيش والشرطة المخلصين لكانت مصر فى طابور هذه البلاد تعانى الخراب والدمار مثلهما. بل لم تتورع عن التنصت على حلفائها واصدقائها هذا إن كان لها أصدقاء حيث قامت وكالة الأمن القومى الأمريكى بالتجسس على مكالمات مستشارة ألمانيا «أنجيلا ميركل» ونحو 35 من القادة على مستوى العالم وعشرات ملايين المكالمات الهاتفية فى دول مختلفة، من بينها دول أوروبية، مما جعل وكالة الصين الجديدة أن تتهم أمريكا فى هذا الشأن قائلة: «إن أمريكا التى حاولت لفترة طويلة أن تقدم نفسها على أنها ضحية بريئة للهجمات الإلكترونية هى أكبر نذل فى عصرنا» بعد كل هذا أما آن الأوان لكى يعرف العالم حقيقة هذا الشيطان الأكبر الذى يعيث فى الأرض فسادا ويعاملوها بما تستحق. محاسب صلاح ترجم حلوان