اهتم وزير خارجية كوسوفا الشاب المتألق أنفر هوكسهاج بوضع علم مصر إلي جانب علم كوسوفا خلال مقابلتي له في بريستنيا. و حديثه للأهرام يعكس اهتمام حكومة وشعب كوسوفا بأن تعترف مصر بكوسوفا... و أهمية حديث وزير خارجية كوسوفا الشاب تنبع أيضا من تشابه التدخل العسكري في ليبيا مع التدخل العسكري في كوسوفا في1999 من قبل حلف شمال الاطلنطي(الناتو) فقال: إنني أتفق مع قادة العالم بان الناتو أقدمت علي التدخل العسكري من أجل منع إبادة مليوني الباني في كوسوفا و في ليبيا تدخل الناتو من أجل حماية المدنيين من القتل لوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين, الذين تظاهروا من أجل الحرية, هذا ما يوحد التجربة في كوسوفا و ليبيا. وفيمايلي نص الحوار: ما هي الدروس المستفادة من تجربة كوسوفا للحالة الليبية؟ إن كوسوفا هي أفضل مثال وأوضح رمز و أكثر النماذج الفريدة في العالم فهي تمثل الدليل الأفضل علي أن المجتمع الدولي من خلال التدخل العسكري قد منع أكبر كارثة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية. كوسوفا ليست غنية بالنفط أو بموارد أخري, و لكن أكبر مواردها شبابها الذي يمثل70 بالمائة من السكان, لقد أراد المعتدي أن يطرد هذا الشعب من وطنه و لذلك كان تدخل الناتو لا مفر منه. إن كوسوفا هي قصة نجاح للأمم المتحدة و للعالم, و هي أفضل قصة نجاح في التوصل إلي الأمن و إقامة الديمقراطية. و أنه سيصبح في غاية الأهمية بعد انتهاء المهمة في ليبيا أن يتمكن الشعب الليبي من خط مستقبله و أن يحصل علي المساعدات من مختلف مناطق العالم. إن ليبيا دولة غنية بالموارد و يمكن للمؤسسات التي ستجد مكانها في ليبيا فيما بعد أن تقوم بنشر الثروة في ليبيا و الاستثمار في التعليم و أن تكون رائدة في مجال التنمية. إذن الدروس المستفادة من تجربة كوسوفا هي بناء المؤسسات الديمقراطية, متزامنة مع مكافحة الفساد الذي يعد في الدول التي تشهد مرحلة ما بعد النزاعات المسلحة مشكلة مهمة يجب التعامل معها. هل لديكم اتصالات غير رسمية مع مصر؟ إن شعب كوسوفا مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الشعب المصري, فإن مؤسس الدولة المصرية الحديثة محمد علي باشا مسعود بن أغا كان من أصل الباني و كان يتحدث اللغة التي يستخدمها غالبية شعب كوسوفا, كما أن الكثيرين من الكوسوفار قد تعلموا في مصر خلال القرن الماضي, و كنا نأمل أن يقوم الشعب المصري بدعم كوسوفا انطلاقا من الروابط التاريخية و الدين المشترك, و لكن سياسة مبارك لم تكن منفتحة علي كوسوفا. و اليوم تعترف75 دولة بكوسوفا و بهذا المعدل فإنه من الممكن أن تعترف بنا كل دول العالم في غضون سنتين. سوف نعمل علي فتح قنوات جديدة سياسية و دبلوماسية وثقافية و اقتصادية مع مصر.و بإذن الله فإننا نأمل في تحقيق العلاقات الكاملة بين أصغر دولة في العالم كوسوفا- وأقدم دولة في العالم مصر. ماذا يتحقق لكوسوفا بإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر؟ إن القضية هنا ليست قضية مكاسب و لكنها قضية العدالة و المبدأ. فكما شعر المصريون بأنهم في حاجة إلي الحرية و قاموا بثورتهم, كذلك فعل شعب كوسوفا في محاربة ديكتاتور أسوأ من الفائت لديكم, ميلوسوفيتش قتل في48 ساعة7000 شاب من البوسنيين في سربرنيتشا. و من هذا المنطلق فالطبيعي أن تكون مصر أول دولة تعترف بمعاناة كوسوفا لأن قضية كوسوفا حالة فريدة لتقرير المصير دفعتها حرب الابادة. ما هي رؤية حكومة و شعب كوسوفا للثورة المصرية؟ و ما هي رسالتك للحكومة المصرية الانتقالية؟ لقد تابعنا الثورة المصرية باهتمام و سعدنا بوقف سفك الدماء وأن الطريق إلي الديمقراطية أصبح علي الأبواب و سيكون لمصر دور مهم في استقرار العالم وفي التوصل إلي سلام بعيد الأمد في البلقان. إننا نرحب بالمصريين للقدوم إلي كوسوفا, وآمل أن أزور القاهرة قريبا, في حال ترحيب الحكومة الانتقالية بهذه الزيارة.