لم تكن رؤية أعمال كليمت و شاجال فقط حلما تحقق بل استراتيجية لبدء تأمل جديد فى مفهوم الفن المعاصر. كانت قبلة جوستاف كليمت الشهيرة وحدها كافية لإحياء عصر كامل من الفن المعاصر فى وجدان فنى يتأرجح ما بين الحداثة و ما بعدها. تطوير المشاهدة كان عنوان أحد الورش الفنية التى أقيمت مؤخرا فى العاصمة النمساوية فيينا لعدد من الفنانين التشكيليين والنقاد من دول عربية مختلفة. كيف تقدم الفن كمنتج للمشاهدين المحتملين هو الموضوع الذى دارت حوله الورشة التى حفلت بزيارات لمتاحف وطنية وجاليريهات خاصة ونقاشات ما بين المشاركين فى الورشة من الفنانين والعاملين فى مجال الفن التشكيلى العرب وبين مديرى الورشة والمتخصصين هناك، حيث أثير نقاش دائم حول كيف تجذب الجمهور الجديد لزيارة المتاحف والجاليريهات، مع استمرار الاحتفاظ بالجمهور الدائم، كيف يمكن أن نحول المتحف، الذى عادة ما يخدم التاريخ، إلى متنزه عام؟ سرنا لساعات طويلة ما بين المتاحف المتخصصة والمطاعم ومكتبات الفن المتخصصة.Museums quartier فى مجمع متاحف بفيينا والذى يعد من أكبر مجمعات المتاحف المتخصصة فى العالم. ما بين متاحف فنون الأطفال، فن الديجيتال، والفنون الملكية، وغيرها، بالرغم من كل تلك اللوحات و التماثيل النادرة، فإنك تشعر أنك فى متنزه ، إنه مكان للحياة، للاستمتاع. فى فترة ما بعد الظهيرة يتجمع شباب من مختلف الاتجاهات وينظمون تجمعات خاصة لإلقاء الشعر، وممارسة الرقص وعزف الموسيقا أو عروض الأزياء، بالإضافة إلى فنون الشارع Street arts والتى تجذب عددا كبيرا من الشباب. يبلغ عدد زائرى مجمع متاحف كارتييه نحو 225 ألف زائر فى العام. يعود تاريخ المتاحف فى المكان الفسيح، الذى كان قصر ملكيا فى القرن الماضي، إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وقد افتتح رسميا عام 2001. أحد أسباب الشعبية الدولية التى يحظى بها مجمع المتاحف Museum Quartier هو مبادرة بدأت عام 2009 لإقامة معارض تمثل بلدانا متعددة، ليست أوروبية فحسب و لكن تتسع للشرق الأوسط وغيرها من البلدان. الدخول إلى متحف ليوبولد، أحد أهم المتاحف فى المجمع، يحتوى على خمسة آلاف قطعة فنية، قام باقتنائها ردولف ليوبولد وزوجته إليزابيث على مدى خمسة عقود، كان رحلة ثرية و ممتعة. ترك ليوبولد الذى رحل عام 2010 تراثا فنيا هائلا من أعمال الفنانين الرائعين إيجون شيلا، جوستاف كليمت و آخرين ممن أثروا الحركة التشكيلية فى النمسا خلال القرنين الماضيين.