الآن- فقط- يتحدث نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن دعم حق مصر فى مواجهة إرهاب داعش. اليوم يتذكر العربى المصالح المصرية وركائز الأمن القومى المصرى فى ليبيا، وهو ما لم يتذكره فى فبراير 2011 حين كان وزيراً للخارجية ووافق على الإتجاه الذى تبنته الجامعة العربية بإحالة الملف إلى مجلس الأمن وهو الذى كان يرفضه الوزير أحمد أبو الغيط قبل رحيله عن المقعد الوزارى لاستشعاره الخطر (كما كتب فى مذكراته- شهادتى) من تفكيك الدولة الليبية، وسيطرة القوة غير النظامية (الميليشيات) وبما سيعرض المصريين فى ليبيا- وهم بالملايين- لتهديدات فادحة. ثار نبيل العربى فى ذلك الاتجاه لأن قطر (التى تربطه بها أوثق الروابط) كانت تريد ذلك، مع تجمع ضم الإمارات والأردن، وإن كانت الأخيرتان اختلفتا مع الدوحة بعدما ظهرت نتائج الإحالة لمجلس الأمن، وبدأ فرض ما يسمى منطقة حظر جويno fly zone شاركت فيها روسيا مع بريطانيات وفرنسا وأمريكا، ثم أرادت بعض تلك الدول تحويل منطقة الحظر الجوى إلى منطقة Interdiction أو تدمير وقطع خطوط، وساعتها فزعت روسيا لأن القوى الغربية إستخدمتها لتحقيق أغراض أخرى غير تلك التى توافقت معهم عليها. وضاعت ليبيا وإنتشرت فيها التشكيلات الإرهابية كفطر الماشروم بفضل البوابة التى أقر نبيل العربى فتحها عام 2011، وهو ما كاد أن يكرره فى سوريا بعدما صار أميناً للجامعة العربية. اليوم يريد التكفير عن ذنب، وتعفير وجهه بالتراب .. حسناً عليه أن يعقد إجتماعاً على مستوى المندوبين أو وزراء الخارجية ويدين الحادث ويطالب بإئتلاف عربى للتصدى للإرهاب وعليه إحالة القرارات إلى مجلس الأمن لضمان منح شرعية دولية لمصر كى تعمل على الأرض الليبية حماية لأبنائها، وأن تتوقف الأممالمتحدة عن المطالبة لمشاركة الإرهابيين فى حكم ليبيا كما يحاول برناردينو ليون مبعوث السكرتير العام الذى يريد تلفيق علاقة بين السلطة الشرعية الليبية والإرهابيين. وبعدها ربما يغفر المولى لنبيل العربى ذنبه الليبى .. ربما .. ربما .. وإن دعوت الله ألا يغفره. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع