تلقيت هذه الرسالة من أحد الأساتذة القدامي في كلية الزراعة جامعة القاهرة والذي أعرفه وأعرف عنه منذ أيام الدراسة في مطلع ستينات القرن الماضي صدق القول وحسن الطبع والنطق بالحق وتجنب الزلفي ومخاصمة النفاق والتفرغ للعلم والبحث العلمي. يقول الرجل في رسالته.. الأخ العزيز الأستاذ مرسي عطا الله... تحية طيبة وبعد,... أرجو التكرم بنشر التعليق أدناه بالصورة التي تراها مناسبة إنصافا للحقيقة قبل أن تكون إنصافا وتقديرا للدكتور كمال الجنزوري. الم يتغير هذا الرجل منذ عرفته زميل دراسة في زراعة القاهرة, كان طالبا متفوقا يمارس الرياضة ولكنه مولع بدراسة الاقتصاد وكان مثله الأعلي الدكتور سيد جاب الله والدكتور عمر وهبي أساتذة الاقتصاد بالكلية, ولقد توج حبه للاقتصاد بحصوله علي بعثة لدراسة الاقتصاد والتخطيط في واحدة من أهم مدارس هذه العلوم في الولاياتالمتحدة وهي جامعة ميتشجان, وعندما عاد من البعثة كان مكانه الطبيعي هو معهد التخطيط الذي كان بمثابة العقل المفكر لخطط التنمية المتتابعة منذ سبعينات القرن الماضيب. اكنت أزوره في معهد التخطيط ورأيت كيف يسعي لاستقطاب العقول المصرية لإثراء عمله, وكان لمكتبه سكرتيرة واحدة تنظم مواعيده ولم تكن تحجب أحدا عن لقائه والحديث معه في أي مشكلة سواء كانت خاصة أو عامةب. اوعندما احتفلنا باليوبيل الفضي لتخرجنا, رأيت كيف فاضت نفسه بمشاعر الحب والامتنان لأساتذته في الكلية وبادلوه معنا هذه المشاعر الطيبة, إذ ليس أروع من تواصل الأجيال بين الأساتذة وطلابهم الذين غرسوا فيهم حب العلم والعمل المخلص لرفعة الوطن وإعلاء شأنهب. الذا أسفت لتصرفات البعض تجاه هذا الرجل الوطني الذي يمتزج دمه بحب مصر وشعبها, وأدعو له بالصحة وطول العمر كي يستمر في العطاء لمصر التي تستحق أن تكون في طليعة الأمم لأنها صنعت الحضارة منذ فجر التاريخ وأتمثل قول أمير الشعراء علي لسان كيلوبترا: قومي صرعوا الدهر فتي: ومشوا فوق هامات الحقبب. د. محمد السيد رضوان أستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة انتهت الرسالة ولا تعليق خير الكلام: بعض الأشياء تضيع لأننا لا نعرف قيمتها إلا بعد فوات الأوان! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله