اختتم معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء أمس فعاليات دورته السادسة والأربعين بعدما قدم وجبة ثقافية دسمة علي مدي ستة عشر يوما، شارك فيها أكثر من 850 ناشرا من 26 دولة لتقديم آلاف العناوين في شتي المجالات، بالإضافة إلي إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والفنية بمشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين العرب والأجانب. وقد شهد المعرض هذا العام كثافة في الحضور حيث وصل عدد زواره إلي نحو مليونى زائر، ومما يدل علي ذلك نفاد التذاكر قبل نهاية المعرض بأربعة أيام. وقد استتبع هذا فتح المعرض أبوابه لاستقبال الزوار مجانا خلال الأيام الأخيرة، لإتاحة الفرصة لطلاب المدارس والجامعات لزيارة المعرض قبل نهايته، للاستفادة من التخفيضات التي تقدمها هيئة الكتاب علي إصداراتها، وتخفيضات دور النشر المصرية والعربية. هذا ما أكده الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده قبيل انتهاء المعرض، بحضور عادل المصري نائب رئيس إتحاد الناشرين وممدوح بدوي مدير المعرض. ووجه الدكتور مجاهد خلاله الشكر للضيوف الذين شاركوا في الفعاليات، معربا عن تقديره للشعب المصري الذي يحارب الإرهاب بالثقافة، موضحا أن هيئة الكتاب حققت مبيعات ضعف العام الماضي. وعن مطالبة البعض بمد فترة المعرض قال :لا نية للتمديد لأن المعرض تم مد فعالياته بالفعل، فمن المفترض أن يعقد علي مدار سبعة أيام علي الأكثر طبقا للمعارض الدولية، وضرب مثالا بمعرض فرانكفورت الذي يعقد علي مدار أيام أقل من أسبوع، أما معرض القاهرة فمن المعتاد أن يعقد علي مدار عشرة أيام، وقد اعتاد الناشرون في أحسن الأحوال طلب المد يومين ليكون 12 يوما علي الأكثر. وتابع مجاهد :لقد حرصت علي أن يكون 15 يوما وبالتالي فهو يقام في مدة تساوي ثلاثة أضعاف وقت معرض فرانكفورت. وصرح مجاهد بأن الهيئة ستقيم سلسلة من المعارض والأنشطة الثقافية بالمحافظات، علي أن تبدأ مع نهاية هذا الشهر بمعرض الكتاب في الإسكندرية يوم 26 فبراير، وسوف يتزامن معه معرض الزقازيق ومعرض جامعتي السويس والسادات. وعن مشكلة تزوير الكتب قال مجاهد: إن هيئة الكتاب ليست طرفا في الموضوع، ولكنها تستضيف مكتبا للملكية الفكرية, وأي ناشر يثبت تزويره للكتب فإن الهيئة تقوم بغلق الجناح الخاص به، وقد قمنا بغلق ثلاثة أجنحة هذا العام قام أصحابها بتزوير الكتب، وأضاف: بعد انتهاء المعرض ستجتمع اللجنة العليا لاتخاذ قرار بشأن دور النشر التي عرضت كتب مزورة وتحديد مشاركتهم بالمعرض بعد ذلك. ومن جانبه أشار عادل المصري إلي أن المعرض استقبل عددا كبيرا من الجماهير، مؤكدا أن 80% من زوار المعرض من الشباب، وهذا يدل علي أنهم خرجوا من الوقوع تحت تأثير الآخرين، وبدأوا ببناء ثقافتهم بأنفسهم، وأن من يقول بأن الشباب غير قارئ فكلامه غير صحيح، وهناك أمل في ثقافة جديدة. وقال ممدوح بدوي: لقد نجحنا في إزالة المعوقات أمام إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونتمني أن يظل الإقبال علي المعرض في الدورات المقبلة بنفس الكثافة التي شاهدناها في هذه الدورة، حتي ننجح في نشر الوعي. واختتم مجاهد المؤتمر بأن النجاح والإقبال علي المعرض لا يرجع إلي المنظمين، ولكن إلي الشعب المصري الذي أصر علي أن يواجه الإرهاب بالثقافة.. والقنابل بالخروج إلي معرض الكتاب.