الحديث عن العلم ليس سهلا، ومسألة تبسيط العلوم والخروج بمفاهيمها من المعامل وأفواه العلماء الى الشارع . حيث آذان ووجدان الناس عملية تغلفها المشقة وتحيط بها المخاطر.. لأن من يتصدى لتعريف كل مبتكر وجديد ليقدمه لحياة الإنسانية وصحة البشر يمكن أن ينقذ حياة، او يودى بها فى نفس اللحظة - الى مكان آخر وأخير.. وبالرغم من المشقة والتحدى فقد أصبح للتحرير المتخصص مكانة، وبات للصحافة العلمية كيان كانت وراءه شجاعة صحفى اقتحم هذا المجال، وسجل كتابا فريدا وجديدا حول التخصص العلمى فى الصحافة المصرية، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ذلك هو الدكتور وجدى رياض المحرر العلمى لجريدتى الأخبار و الأهرام على مدى ما يزيد على نصف قرن.الكتاب بعنوان كنت محررا علمياب. ويحكى كيف دلف الكاتب الى عالم الصحافة العلمية منذ الستينيات ولم يزل، فكان من رواد الصحافة العلمية المتخصصة التى مازالت تتحسس طريقها وتسعي، فى ظل صخب الصحافة الرقمية وعالم الميديا، وتجتهد مع ابنائها القلائل، عددا، لكى تفسح لها طريقا.. وجدى رياض فى كتابه لم يتناول الكثير من إسهاماته، وانفراداته، وكتاباته ، التى حقق فيها سبقا او تميزا, وهى عديدة،.. فقط قدم بعضا من مشواره.فقد كان شاهدا ومشاركا خلال عمله الصحفى - فى بدايات الإعداد لحرب الكواكب، كما سرد أهمية تحديات المناخ، وطارد مافيا الدواء، وعرض لمسار أمراض الدم، وسعى لمعرفة سر الحياة فى جسد الإنسان, وآثار التغيرات المناخية على الزراعة والاقتصاد. يشمل الكتاب ستة عشر بابا، ضمت بداية مؤلفه فى أروقة صاحبة الجلالة, وضم الباب الثانى للكتاب رحلة الى المفاعل الذرى فى أنشاص، والثالث جاء حول االصحفى العلمي«، والرابع ضم تحديدا ل وظائف الصحافة العلمية«، كما تحدث الكتاب عن اندرة العلماء تضرب التنمية فى مقتل«، وفى السادس والسابع تساءل :ب ما هى المشكلة فى إعداد صحفى علمي؟ ،كما تساءل كيف يعمل الصحفى العلمي، وبالبيئة والإعلام، وبدور نوادى العلوم، وبدور الصحافة فى نشر الوعى العلمي«، وضم الباب 12 حكاية مع رؤساء ووزراء فى مصر وخارجها«، فأخذنا فى جولة حول العالم, وشمل أيضا النشر الصحفى للكاتب خارج مؤسسة الاهرام«، والباب 15و 16، كانا حول الصحافة ليست مهنة من لا مهنة له، ثم الدروع والميداليات وشهادات التقدير التى حصل عليها فى مشواره الحافل بالعلم والإنجاز. شمل الكتاب ملامح التحرير العلمى وبدايات إنشائه فى اثنين من بين أهم الصحف المصرية والعربية، واستعرض الكاتب الرموز التى تتلمذ على يديها، والتى أنشأت هذا التخصص، وكذلك المدارس الصحفية التى رعته، مثل الاساتذة سلامة موسى و محمد حسنين هيكل، ومصطفى وعلى أمين، وفوزى الشتوي، وصلاح جلال. ومن بين سمات تواضع الكاتب، أن رياض لم يذكر بدايات تأسيس جمعية كتاب البيئة والتنمية والتى كان صاحب فكرة إنشائها فى بداية التسعينيات، والذى حرص على ان يترأسها المفكر الراحل الكبير الاستاذ سلامة أحمد سلامة مدير تحرير الأهرام. المؤلف وجدى رياض عياد عمل محررا للشئون العلمية بجريدتى الأخبار والأهرام، كما يسرد الكتاب، ، ثم مساعدا لرئيس تحرير الأهرام 1998، ثم رئيسا لقسم البيئة بها حتى عام 2002. وترأس نوادى علوم الأهرام 1996- 2013 ، وعين عضوا بلجنة الصحة والسكان والبيئة بالمجلس القومى للمرأة 2000- 2003، كما كان عضوا بالمجلس التنفيذى للثقافة العلمية والتكنولوجية بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا. صدرت له عشرة كتب هي: مافيا الأدوية حرب الكواكب أمراض الدم وسر الحياة دليل الأهرام الطبى عالم نوادى العلوم نوادى العلوم والقرن المشى رياضة العمر الجميل أثر تغير المناخ على الزراعة أثر تغير المناخ على الاقتصاد اجنحة الرؤيا. الكتاب لم يخل من مواقف الشجاعة والندية وقفها المؤلف أمام مسئولين لم يتوقعوا أن الصحافة عين الشعب عليهم, فبدأت نظرتهم للصحفيين تختلف.