عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صدر أخيرا كتاب الأستاذ وجدى رياض «كنت محررا علميا».. الذى يستعرض خلاله سيرته الذاتية، وتجربته على مدار سنوات طويلة، هى أشبه بتأريخ لمدرسة الصحافة العلمية فى مصر والعالم العربي. وقد أسهم الأستاذ وجدى- مع جيل من الكتاب الصحفيين- فى صناعة هذا النوع الصعب من الصحافة المتخصصة، التى تتطلب من المحرر أن يكون ملما بشتى مجالات العلوم التطبيقية والأساسية.. وفى الوقت نفسه أن ينطلق فى كتاباته من مجرد الإعلام والمتابعة للأنشطة والأحداث إلى التحليل المتعمق، والتشبيك بين الأحداث العلمية؛ المحلية منها والعالمية، ثم مع صانع القرار والسياسات العلمية والصحية، وخاصة البيئية، ومعروف أن كاتبنا كان له دور كبير فى إرساء مبادئ الصحافة البيئية فى مصر والعالم العربى. طوال 238 صفحة- من القطع المتوسط - تأخذك حكايات وتجارب الكاتب إلى عوالم مختلفة ومتشعبة؛ من بداياته فى مؤسسة أخبار اليوم، ثم انتقاله للأهرام، إلى انفراداته الصحفية، ولقاءاته المطولة مع الساسة والعلماء فى مصر والخارج.. ثم تجربته المهمة فى تأسيس صفحة متخصصة فى الأهرام معنية بملف البيئة، وقيادته لنوادى علوم الأهرام كمنبر لاكتشاف ودعم المبتكرين ونشر الثقافة العلمية.. إلى جانب كم المعلومات الغزيرة التى يحويها الكتاب عن بشر، وأحداث، وشائعات.. بعيدة تماما عن الحقائق العلمية.. وأخيرا، رؤيته- التى صاغها فى فصول عديدة من الكتاب- حول الدور التنموى للإعلام العلمى. ويحسب للأستاذ وجدى، عبر هذا المجهود، إضافة كتاب عن العلم والإعلام العلمى للمكتبة العربية، وهى نوعية نادرة من الكتب، نظرا لقلة عدد المتخصصين، وصعوبة اللغة المستخدمة فى الشأن العلمى.. إلا أنه - كعادته دائما- اتبع نمطا سلسا فى الحكى والسرد، لايجعلك لوهلة واحدة تتوقف عن القراءة.
الكتاب: كنت محررا علميا المؤلف: د. وجدى رياض الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة الصفحات: 238 2014