بداية عام 2004 كنت في مهمة صحفية في الدوحة لمتابعة توقيع اتفاق التعاون بين حلف شمال الأطلنطي وقطر، والتقيت وقتها حمد بن جاسم وزير الخارجية، وسألته ماذا تريد قطر تحتضن على اراضيها اكبر قاعدة عسكرية أمريكية على مستوى العالم والآن توقع اتفاقية شراكة وتعاون مع الناتو، رغم أنه لا يوجد أي تهديد حقيقي لدولة قطر، وكان رده قاطعا حيث قال: أنا على استعداد أن أتحالف مع الشيطان لمصلحة بلادي، ولا تقول لي اين الدول العربية أو القومية، فكل ذلك إلى زوال قريبا. هذه الكلمات ظلت مسيطرة علي لفترة طويلة لأتأكد يوما بعد يوم أنه لم يتحالف مع الشيطان لسبب واحد حقيقي، هذا الرجل الذي كان مهندسا لانقلاب الابن على ابيه، فجعل الأب في رحلة صيفية الى سويسرا، وقتها أعلن حمد بن خليفة أنه أمير دولة قطر ومنع والده من العودة إلى البلاد مرة أخرى، لتبدأ قطر حقبة جديدة من تاريخها في الخيانة المتواصلة بدأت بالأب، وانتهت بالعروبة، وأصبحت أداة في يد الغرب لتنفيذ المخططات التقسيمية والحروب الاهلية، وتدمير الجيوش العربية. ليس الأمر ببعيد ولكن قطر نهجها لم يختلف حتى بعد انقلاب تميم السلمي على حمد الده، فمنذ بداية حكمة احتضن في بلاده مجموعات من الارهابيين والقتلة، حاول بشتى الطرق ضرب ثورة 30 يونيو عن طريق البوق قناة الجزيرة، وعندما اخذ الملك عبدالله قراره بسحب السفير السعودي من الدوحة ومبادرته بالمصالحة مع مصر ، تم ايقاف قناة الجزيرة مباشر، ولكنه في الوقت أسهم في فتح 4 قنوات فضائية تبث من تركيا تدعو للقتل والعنف والإرهاب، وللأسف بعد وفاة الملك عادت ريما لعادتها القديمة. لا يمكن لقطر أن تقف بجانب الدول العربية فقد باعت كل شىء حتى تحظى برعاية امريكية اسرائيلية غربية، تأخذ الآن في بث سمومها مرة اخرى ضد الدولة المصرية وقادتها، فالسيناريو يجب أن يكتمل والعهد الذي قطعه قادتها على أنفسهم لابد أن يتم، أعتقد أن أمريكا والغرب هم من تحالفوا مع الشيطان لتدمير الشرق الأوسط. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى