قمة حكومية فى الإمارات، وكلمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، وكثير من الإصرار والتمسك بالوحدة. هذا ما استهل به الشيخ محمد كلمته فى القمة الحكومية أمس. وهذا إن دل على شيء فانه يدل على الثبات. إن ارتفعت وتيرة الإرهاب أو انخفضت، إن ارتفع سعر النفط أو أنخفض، إن واجهتنا صعاب على اختلاف مستوياتها أو كانت الحياة سهلة، فإن الإمارات لن تتوقف عن دعم استقرار المنطقة. كلمة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان فى افتتاح القمة الحكومية يوم امس كان لشعب مصر فيها كل الحضور. انه الإخلاص وتحمل المسئولية مع المصريين حكومة وشعبا. فالإمارات لن تلتفت إلا لمصلحة الشعب والمواطن المصري. فسموه، هو الرجل الذى تحدى المستحيل والذى بعد توفيق الله وإرادته سبحانه وتعالى حقق ما عجز عنه الكثيرون. فقد شكر كل من وقف مع هذا الشعب العظيم شعب مصر الفتي. أوضح سموه أن الإمارات هى وطن العطاء. تعلمنا من قيادته أن نكون دائما صفا واحداً مع شعب مصر الحبيبة، ولن ينال المغرضون من هدفنا نحو السعى مع كافة الدول العربية والشقيقة لاستعادة أرض الكنانة مجدها. تدعم الإمارات المواطن المصرى ولا تربط هذا الدعم بأى أسباب أخرى. فسجلنا مع أرض الكنانة يشهد له التاريخ. فمواقف الشيخ زايد رحمه الله مع مصر هى مواقف لا تعد ولا تحصى، منها مواقفه النبيلة إلى جانب مصر بعد نكسة 1967 حين كان بعض الأشقاء يبدى الشماتة، وكان الشيخ زايد يمد يد المساعدة والمؤازرة لكى تعود مصر وهى تقف على قدميها رافعة رأسها. ومازالت كلمات الشيخ زايد تتردد على ألسنة الجميع حين قال: إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة. ويتردد كل لحظة الحديث عن المنجزات التاريخية فى وسائل الاعلام وبين الشعوب وفى المؤتمرات عن قناة الشيخ زايد.. ومدن الشيخ زايد.. ومشروعات الشيخ زايد.. ومواقف الشيخ زايد. فالهدف كان توفير الحياة الكريمة لهذا الشعب العظيم. فهذا ما جبلت عليه الامارات بأن تؤازر وتقف مع مصر وأن تواجه كافة التحديات. وضعت دولة الامارات يدها بيد المواطن المصرى أولا وعاهدته على إعانته لمواجهة مصاعب الحياة. فبادرت الامارات بالدعم الشعبى لأساسيات الحياة دون الاكتراث بما يدور بين الحكومات وإنما أخذت على عاتقها مساعدة المواطن المصري. فأسست دولة الامارات منظومة متكاملة من الدعم المادى والعينى بهدف الوصول إلى مستويات متقدمة من الرعاية المادية والاجتماعية وتحسين نوعية الحياة للشعب المصري، والتى تكفل فى إطارها أسس ومكونات الانصهار والتماسك الاجتماعي، للوصول إلى مجتمع تتوافر فيه أساسيات الحياة لمختلف مكوناته. الاماراتيون لن يخذلوا الشعب المصرى الذى وعدناه بتضامننا معا لصناعة مستقبل أفضل لمصر وللأمة العربية كافة. من هذا المنطلق بادرت الإمارات بوضع يدها بيد هذا الشعب العظيم لتحقيق طموحاته فبدأت بالبناء وتعمير ارض الكنانة. واتخذ هذا الدعم منحى إضافياً من خلال المشاركة الفاعلة للقطاع الخاص الإماراتي، الذى أكد حرص رجال الأعمال على المساهمة مع القطاع الحكومى فى جهود دعم مصر بصورة تترجم العلاقات الراسخة التى تربط البلدين، ولتعود مصر واحة للأمن والاستقرار. تسعى قيادة الإمارات الرشيدة إلى إرسال رسالة اطمئنان للشعب المصرى بأن المصير بين البلدين مشترك. فالشباب الاماراتى يعمل بنفس الحماس الذى يعمل به فى الإمارات دون كلل أو ملل وهذا ما انتجته ثمار العلاقات التاريخية بين الشقيقتين الكبريين. سنواجه معا ضغوطا وتحديات كبيرة جداً يجب على الشعبين المصرى والاماراتى والشعوب العربية كافة أن تكون مستعدة لها وهذه التحديات من أجل أن نحافظ على امن واستقرار الامة ولا يمكن ان تعتمد الحكومات القوية والمتزنة على خزعبلات المغرضين وأصحاب الاجندات الخفية وللقوة التخريبية. فلابد ان يدرك الجميع ان المنطقة تعيش اصعب فتراتها السياسية والخطر محاصرين به من كافة الاتجاهات. على كافة الحكومات ان تدرك ان امن واستقرار وسلامة شعبها مرتبط ارتباطا شاملا بسلامة جوارها، ولأن آخر حصن فى المنطقة هو الجيش والشعب المصرى وهو ليس حصن مصر فقط ولكن حصن الأمة كلها وحصن الإسلام أيضا. لنكن معا يدا بيد ولا نتخلى عن ذلك تحت أى ضغوطات قد تعصف بنا. الضغوط جزء من طبيعة الحياة. نحن مقبلون على معارك لا مفر من أن نخوضها. فلابد أن نستعيد الدولة المصرية مرة أخرى وهذا فى حد ذاته ليس نزهة وسنقابل التحدى بالصمود والانجاز. فأرض الكنانة وشعبها هم مصدر قوتنا وهم أساس كل العرب من مشرقنا الى مغربنا. كاتبة إماراتية لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى