كعادة الشعب المصرى يظهر معدنه الأصيل دائما فى وقت الأزمات والشدة ويتمثل فى تكاتفهم لمواجهة الصعاب والشدائد ، هذا ما نشاهده بعد أحداث سيناء الاخيرة حيث يسارع المواطنون لإنقاذ مصابى التفجيرات الإرهابية . ، فقد انتشرت دعوات كثيرة على شبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» للتبرع بالدم لانقاذ حياة المصابين المحتاجين لنقل الدم الذى يوجد نقص كبير فى مخزونه ، مما يستلزم التوجه إلى اى فرع لبنوك الدم أو معهد ناصر للتبرع فى محاولة لإنقاذ حياة مصاب ، وكنوع من المساهمة الشعبية فى محاربة الإرهاب لأننا جميعا نعيش هذه الأيام حالة حرب ، لذلك وجب علينا فتح باب التبرع بالدم ، واحياء ثقافة التبرع بالدم التى غابت طويلا لدى المواطنين المصريين ، فقد أكدت هذه الحملات ضرورة عدم انتظار وقوع أزمة للتوجه لبنوك الدم وأهمية الإسراع للتبرع بالدم . فى البداية يقول أحمد عبد الرحمن والذى أطلق الحملة الشعبية على الفيس بوك ان الواجب الوطنى والمعدن الأصيل لأى مصرى يظهر فى وقت الأزمات مثل ما حدث اثناء ثورة 25 يناير عندما ظهرت اللجان الشعبية فى كل شوارع مصر لحمايتها ، وهذا ما حدث فى الحملة الشعبية للإسراع إلى التبرع بالدم لإنقاذ حياة إنسان ، فنحن فى حالة حرب ضد الاٍرهاب فكل يوم نقرأ عن قنابل تصيب الكثير من الأبرياء لذلك فكرنا فى حملة «التبرع بدمك لمواجهة الارهاب الغادر» ونحن لسنا أقل من الذين يستشهدون يوميا فداء للوطن ، وتحيا مصر شباب مصر هم «أمل مصر» . وتسرد الدكتورة فاتن مفتاح رئيسة الجمعية المصرية لخدمات الدم ومدير عام بنك الدم سابقا ان مشكلة التبرع بالدم تكمن فى الحالة المتراخية بين قطاعات من المواطنين بمعنى انه لابد ان يحثهم «الموقف» حتى يسارعوا إلى التبرع ، ولكن اذا تنبهوا إلى أنه يوميا يوجد العديد من المرضى والمصابين المحتاجين للدم ومشتقاته . تحاليل مجانية وتضيف أنه عند التبرع يتم عمل تحاليل مجانية للمتبرع حتى يطمئن على صحته ويصل دمه ومشتقاته إلى المريض بشكل آمن ، ولابد من غرس ثقافة التبرع بالدم فى السراء والضراء ، ولكن كثيرا من الناس ليست لديهم هذه الثقافة مما يعرض حياة الكثيرين للموت من المرضى او المصابين فى حوادث ، كما تتوافر منافذ بنوك الدم فى جميع أنحاء الجمهورية بالاضافة إلى سيارات وزارة الصحة التى تجوب الميادين والمدارس والجامعات والنوادى والشركات والمصانع للتحفيز على عملية التبرع بالدم وأهميته بالنسبة للمتبرع ، حيث يتم تنشيط النخاع المصنع داخل جسم الانسان لخلايا الدم . وتقول إن عدد مرات التبرع الممكنة تتراوح بين 3 إلى 4 مرات فى السنة ، ولكن للأسف تنتشر بعض المخاوف بين المواطنين ليس لها اى أساس من الصحة ، ونؤكد أن الأدوات لا تستخدم الا مرة واحدة مثل حقن او كيس الدم التى تفتح امام المتبرع وتكون معقمة بشكل آمن جدا ، ولا يوجد اى تخوف من نقل العدوى من شخص إلى اخر . وتضيف الدكتورة فاتن مفتاح ان 7% من المصريين فصيلة دمهم سالب اتش آر مما يشكل خطورة ومشكلة كبيرة عند نقص هذه الفصائل ولكن نسبة التبرع اقل بكثير من المطلوب او الاحتياج لذلك يجب رفع مستوى ثقافة بالمواطنين أهمية وضرورة التبرع بالدم كشرط اساسى فى الحياة والحل الأمثل ان توجد إيجابية فى المجتمع بين المصريين . عدم الثقة اما الدكتور احمد الانصارى رئيس هيئة الإسعاف فيقول اننا نواجه مشكلة نقص الدم ومشتقاته وذلك بسبب عدم الإقبال على التبرع ولكن سبب هذه الظاهرة هو قلة وعى المجتمع بالتبرع بالدم وهى مشكلة عالمية وليست مقتصرة فقط داخل مصر ، ولكننا لا نتحرك الا فى وقت الكوارث والأزمات ، ربما بسبب عدم ثقة البعض فى التجهيزات أوالاعتقاد بأن الخدمة الطبية لن تذهب لمحتاجيها ، أو التخوف من التبرع انه سيصيب المتبرع بالضعف ، وجميعها معتقدات غير صحيحة ، لذلك يجب ان تكون هناك توعية إعلامية بأهمية التبرع بالدم وشرح كيفية الإجراءات التى تتم ومن خلال المتبرع تستطيع إنقاذ مريض أو مصاب فى حادث ، ولابد من تنظيم حملة قومية للنهوض بثقافة التبرع بالدم كجزء من تنمية المجتمع. فصل واستخلاص على الجانب الأخر توضح الدكتورة جانيت كامل مديرة بنك الدم بالشركة القابضة للادوية المصل واللقاح ان هناك غيابا كاملا عن ثقافة الوعى بأهمية التبرع بالدم ، والذى يعى هذه الخطورة يعلم تماما ان التبرع بالدم ليس مشكلة، ولكن الاخطر هو فصل واستخلاص مشتقاته مثل الصفائح الدموية لان لها جهازا متخصصا داخل كل فرع لبنك الدم ، وقبل التبرع لابد أن يكون الفحص جيدا وإجراء التحاليل التى تؤكد خلو المتبرع من الفيروسات الكبدية وتستغرق عملية فحص الدم 3 ساعات حتى يكون الدم آمنا حتى أنه فى كثير من الأزمات نلجأ الي أهل المريض أو المصاب للتبرع لإنقاذ حياتهم لأننا نواجه نقصا حادا فى أكياس الدم ، وفى الدول الأخرى هناك بطاقة مشابهة للبطاقة الشخصية وهى تحدد ميعاد التوجه كل ثلاثة أشهر للتبرع للدم ، والذى يتقاعس تطبق عليه غرامة مالية تصل إلى الحبس وهذا نوع من أنواع الإلزام والجدية تجاه الواجب الوطنى ، هناك العديد من الحملات التى تطلق فى جامعات مصر ومحطات المترو والمصانع والشركات للتبرع بالدم وبسبب عدم وعى الشعب أطلقنا حملة بأهمية التبرع تحت عنوان «يالا معانا نتبرع بالدم لان بلدك محتاجة» . ويقول : نحتاج 200 او 250 كيس دم يوميا لأننا نغذى جميع محافظات مصر بالإضافة إلى أصحاب أمراض الدم المزمنة الذين يحتاجون إلى نقل دم يوميا بجانب حقن باهظة الثمن حتى يستطيعوا الحياة ولكن كل ما نحصل عليه هو 100 كيس فقط يوميا مما ألزمت وزارة الصحة كل المستشفيات بفتح باب التبرع بالدم لأهل اى مريض شريطة دخوله المستشفى كنوع من انواع التحفيز والإلزام وضرورة التبرع وعند نقص فصيلة ما هناك مركز اعلامى تابع للوزارة يبلغ بنوع الفصيلة ويبدأ رحلة البحث فى محاولة لإنقاذ حياة الآخرين ، لذلك نناشد جميع الشباب - وهم أمل الوطن ومستقبل مصر - بالتوجه للتبرع بالدم بشكل دورى لأن كبار السن يعانون من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط مما يمنعهم من التبرع ، لكن الشباب مازالوا هم بناة الوطن.