احتفالا بعيد ميلاده السبعين وبخمسين عاما على إبداعه،عرض الكاتب الكبير جمال الغيطانى رؤية شاملة لإبداعاته وأدبه وآرائه فى الندوة التى عقدت بقاعة ضيف الشرف، تحت عنوان «نصف قرن من الإبداع» وشاركت فيها الناشرة داليا إبراهيم،وأدارتها الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي. وبدأت الحوفى حوارها معه بسؤاله عن أسباب تأثره بفن تصميم السجاد وانعكاس ذلك على أعماله الأدبية؟ ورد الكاتب الكبير: لم أختر تعلم فن السجاد،لكننى قررت اختصار الطريق وإكمال تعليمي، فمجموعى وجهنى لقسم السجاد الشرقى وتخصصت فى فن صناعة السجاد،الذى علمنى الصبر. ولو عادت بى الأيام لاخترت نفس الطريق. وعن مسيرته الأدبية قال: «بدأت الكتابة عام 1957 ونشرت أول قصة قصيرة فى يوليو 1963 فى مجلة «الأديب» اللبنانية. وقد تأثرت بيحيى حقى (الذى قال عنه إنه أعظم كتاب القرن العشرين)، إضافة إلى نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الخميسي». كما حكى عن أول مرة كتب فيها فى مجلة «المجلة،» وأنه شعر كأنه حصل على نوبل. أما عن الانتماء السياسى فقال «الغيطاني» إنه قد تألم من القضايا العامة للوطن أكثر من تجاربه الشخصية، وقال إنه تعرف على الاشتراكية بشكل مبكر وأعرب عن احترامه للفكر الاشتراكي. وقال الغيطانى إن من أخطاء ثورة يوليو إلغاء مزاولة العمل بالحياة السياسية،مشيرا إلى ضرورة إتاحة حرية تكوين الأحزاب فى الوقت الراهن،مع ضرورة الحذر من التمويل الخارجى وتشكيل الأحزاب التى تدعو إلى الإرهاب. وأكد أن الجيش المصرى «مؤسسة حضارية وليست عسكرية, فهو تراث وطنى طويل جدًا». وعن ثورة يناير قال «الغيطاني» إنها ثورة عظيمة ولكنها اختطفت واستكملها الجيش. وعن رحلة بحثه فى التراث قال إن فكرة الزمن قادته إلى التاريخ وجمع التراث،ومعرفة الشخصيات من خلال بحث حر وأداة عصرية،مشيراً إلى أن رواية «الزينى بركات» لم تأت من فراغ بل قراءة التاريخ ساعدته فى ذلك. واختتم الكاتب الكبير حديثه بقوله إن التجربة الصوفية هى من أعظم التجارب التى أنتجتها الحضارة الإسلامية، مؤكداً أن التجربة الصوفية هى الاتجاه الإسلامى الوحيد الذى يستطيع أن يحارب الفكر المتشدد والإرهاب.