سوف يسجل التاريخ أن السفلة هم من قاموا فى هذا الزمان بقتل جند مصر الأبرياء فى سيناء، وهم يدافعون ببسالة عن استقلال الوطن وسلامة أراضيه. هم أنفسهم السفلة، الذين روعوا الدنيا كلها، بذبح الرهينتين اليابانيين المسالمين، هورانو وجوتو، قبل أسبوع، ومن قتلوا بدم بارد الرسامين فى صحيفة شارلى إبدو الفرنسية. ها هم، الحمقى والسفلة، وقد بلغت بهم أقصى درجات الانحطاط والتوحش والهمجية، يقومون بحرق الطيار العربى الأردنى الشاب، معاذ الكساسبة، بإدخاله قفصا حديديا ويشعلون النار فيه، تحت شعار «شفاء الصدور».أكتب هذا المقال بعد أن رأيت بعينيّ، وليتنى لم أفعل، المشهد الصادم، إلى أقصى الحدود، الذى أراده قتلة الابن معاذ، بإخراج فنى متقن وشرير، وفى رسالة واضحة تماما ومقصودة، لإحداث الرعب والهلع فى نفوس البشر وكل من يتجرأ بمحاربة ما يسمى الدولة الإسلامية فى بلاد الرافدين. لك الله أيها الدين الإسلامى الحنيف، وأعانك الخالق، عز وجل، وحفظك وصانك من المصائب والجرائم والبلايا، التى يقترفها نفر من الخوارج والمجرمين، الذين ينتسبون ظلما وعدوانا للإسلام، والإسلام السمح بريء منهم إلى يوم الدين.من من متلقى مشهد الحرق البشع لمعاذ الكساسبة لم يستدع، فى سره أو علنا، الآية التاسعة والستين من سورة الأنبياء: « قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم، فى مسعى روحانى حتمي، لا مفر منه عند المصائب والملمات، والعياذ بالله، من الشيطان الرجيم، لتهدئة مشاعر الغضب العارمة والحزن والألم التى ألمت بنفوسنا جميعا، ومن تصرفات ترويع وتعذيب دنيئة للرهائن، وممارسات قتل وذبح منحطة لا صلة لها من قريب ومن بعيد بالإسلام وبالمسلمين. نفدت الكلمات التى أردت التعبير بها عن مشاعرى الغاضبة والمصدومة، وها هى بعض التعليقات والتعقيبات المتفرقة، التى اطلعت عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور إذاعة مشاهد الحرق البشعة للطيار الشاب، معاذ الكساسبة: - من اليابان: هل الذبح من الإسلام؟ ثم أليست النار لا يعذب بها إلا الله عز وجل. - من أخلاق الإسلام عند ذبح أضحية العيد ألا يرى الخروف السكين، وألا يرى خروفا يذبح قبله حتى لا ينتابه الذعر.. أليست هذه هى الأخلاق التى أوصانا بها الله تجاه الحيوانات. - من مصر: النيران التى التهمت الكساسبة لفحتنا جميعا، أحرقت قلوبنا، فضحت حالنا، كشفت فقر أفكارنا، عرت عمق جهلنا، بينت فداحة مصيبتنا، لا خير فينا، إن لم يقتل منا « الإرهابي» داخله أولا.. لا خير فينا إن لم نحرق بنار الكساسبة كتب الفكر المجرم، لا خير فينا إن لم نقتلع داعش وأخواتها وجماعتها الأم إلى الأبد. - من تونس: لماذا تهافتت وسائل الإعلام على تصوير والد الشهيد معاذ الكساسبة وحالة الانهيار التى ألمت به حين سماعه خبر حرق ابنه.. هل تم نشر صورة واحدة لعائلة أى فرد ممن قتلوا فى مذبحة شارلى إبدو؟ نحن نحترف تسويق بث الرعب فى النفوس العربية. - أخيرا.. من مصر: مهما بلغ انحطاط وإجرام أى عصابة فإنها لا يمكن أن تهزم شعبا أو شعوبا. لمزيد من مقالات كمال جاب الله