الفن والثقافة هما القوى الناعمة التى تعتمد عليهما القوى السياسية فى توجيه المجتمع فى اتجاهات معينة لان تأثيرهما سريع المفعول .. ونتيجة لكثرة معاناة المجتمع المصرى من العمليات الارهابية التى انتشرت مؤخرا فالبعض يلقى المسئولية على الفن الذي تبارى فى تقديم أفلام وأعمال درامية تحض على العنف والتطرف بمختلف أشكاله، والبعض الآخر يرى أنه قد آن الآوان للمثقفين والفنانين أن يعودوا لمكانتهم الطبيعية فى قيادة المجتمع إلى مرحلة من التنوير الفكرى والعقلى والبعد كل البعد عن الافكار الخاطئة التى تدعو للتطرف والإرهاب، فما هى روشتة العلاج والانقاد من وجهة نظر بعض الكتاب والمنتجين والمخرجين والفنانين؟. عزت العلايلى: نحن فى أمس الحاجة إلى أعمال فنية كبيرة ولا ننظر الى العائد المادى قدر نظرنا إلى العائد الأدبى والقومى والانسانى والمعنوى.. وهذا لا يتحقق إلا من خلال البنوك وهو ما قامت عليه السينما فى ثلاثينيات القرن الماضى على يد طلعت حرب وبنك مصر، حيث نحتاج إلى القيمة الفكرية والادبية التى تحكى عن مواقف عظيمةعرفها الشعب المصرى ومجدها وهى اقصر الطرق للقضاء على التطرف والارهاب لكن للأسف البنوك تتهرب من مسئوليتها. انعام محمد على: ارى ان غياب الرؤية الاجتماعية والقومية لبعض الكتاب والفنانين والمنتجين ادى إلى تراجع مستوانا الفنى وبرزت اعمال العنف والتطرف والارهاب والالفاظ السوقية، لذلك ارى ضرورة وضوح الرسالة الفكرية والثقافية لرؤية وبناء الانسان وبدرجة مصداقية عالية وحرفية عالية وتكنيك فنى من خلال إبراز النماذج الايجابية وايجاد التوازن بين الخير والشر لفتح نافذة أمل للمستقبل. محمد سلماوى:الثقافة والفنون والآداب هى الوسيلة الأولى فى مواجهة الارهاب والتطرف سواء على المستوى الفكرى أو الفعلى فالثقافة تعلم الانسان وترتقى بمشاعره واحساسه وتنمى لديه القدرة على تقبل الآخر أما الارهاب فهو النقيض لكل ذلك، لذلك لم يكن من الغريب أن تكون الثقافة هى العدو الأكبر للإخوان والاتجاهات المتطرفة والمتعصبة لذلك سعوا لالغاء الهوية الثقافية لمصر وهذا لم يكن اعتباطا وانما لادراكهم ان الثقافة هى التى ستحول بين الشعب والتطرف فالثقافة هى التسامح والرقى والجمال، أما التطرف والعنف والارهاب فهوالتعصب والقبح. سمير سيف: ارى طريقين لمحاربة التطرف والارهاب احدهما مباشرة اى توضيح مخاطره، وآخر غير مباشر وهو طويل الامد ويعتمد على الفكر المستنير الذى يحمل نظرة تقدمية وغرس القيم والمبادئ النبيلة التى تحض على التنمية والتقدم وحب الحياة لمقاومة الأرهاب الذى يبدأ بفكرة متطرفة ثم يترجم لعمل مدمر ومخرب، فالفن يرقق وينور الفكر والعكس صحيح للارهاب. مصطفى محرم: للقضاء على الارهاب من خلال الفن ارى ضرورة ان يتم ذلك من خلال شحن المواطنين بموضوعات مؤثرة واحداث حقيقية توضح بموضوعية وحرفية ووعى سياسى ليكون تأثيرها كبير كما تحتاج لميزانية انتاج كبيرة، وحتى لا نكرر اخطاءنا يجب على وزارة الثقافة ان تعتمد على سينمائيين لهم تاريخ مشرف ورؤية فنية عالية ويمتازون بموضوعية فى تقديم افلام قومية تتنافس وتشرفنا فى المهرجانات العالمية. فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما:لقد مللنا من كثرة الاجتماعات التى تنتهى عكس بدايتها فما تتعرض له الافلام الجيدة الفكر والثقافة والهادفة اجتماعيا من محاربة وقرصنة وتقليل دور العرض امامها وفى المقابل منع الافلام الرديئة التى تحض على محو الهوية الثقافية والفنية وزيادة العمل على العنف والتطرف مساحة كبيرة للعرض على الجمهور كل ذلك يجعلنا نطالب الدولة بضرورة ممارسة دورها الدستورى فى حماية الابداع والفكر والممتلكات المصرية. أحمد الابيارى: الفن وسيلة لتهذيب النفوس واصلاحها والفن هو القوى الناعمة للدولة ..هذه القوى الناعمة تقابلها قوى غاشمة تنزل الرعب والعنف على المجتمع بأسره لذلك يجب على القوى الناعمة ان تخاطب وجدان وضمائر المواطنين وتوقظ بداخلهم الوعى القومى وتنمى وطنيتهم والبعد عن الخوف بل التصدى بكل حزم لمواجهة الافكار المضللة ليكف الارهابيون عن اذاهم. صلاح السعدنى: ليس بالثقافة والفن وحدهما نواجه التطرف والارهاب لذلك ارى ضرورة ان تتكاتف جهود مؤسسات الدولة أى جميع الوزارات فى كيفية التصدى لعمليات العنف والتطرف والارهاب لان الارهاب عندما ينشط لا يفرق فى تدميره بين مثقف وآخر غير مثقف. سميحة أيوب: يجب ان تتضافر جهود الدولة من خلال مؤسساتها فى التصدى للعنف والتطرف والارهاب كل من خلال عمله ومنظوره، أما بالنسبة للفن فإنه يعتمد على الكلمة الجيدة الهادفة التى تصل للقلب بسهولة ويسر وتنير القلب عن طريق الاداء الجيد للفنانين والمخرجين وبالتأكيد نحيى الدولة اذا عادت لممارسة دورها التنويرى والثقافى فى عودة السينما اليها لتقديم اعمال قومية لا يقبل عليها اى منتج لاينظر الا إلى المكسب المادى فقط. لينين الرملى: كنت اول من قدم فيلما بعنوان (الارهابى) حيث اوضحت من خلاله مدى ضحالة الافكار المغلوطة والمهمشة لمن يدعون التدين ويحاربون المثقفين ويريدون القضاء عليهم لذلك أرى ضرورة تجديد المنظومة المصرية ككل من تعليم وثقافة وفن وأزهر وصحة ..الخ حتى تتضح الرؤية ويستنير المجتمع بأثره بعيدا عن الافكار والتاريخ المغلوط الذى يساعد بشكل كبير فى الهدم وليس البناء والتقدم.