فى البرنامج المعلن للمقهى الثقافى عن يوم الاحد الاول من فبراير ندوة لتكريم الكاتب الراحل "محمد ناجى " كان من المفترض أن يشارك فى الندوة نبيل عبدالفتاح ودكتور عمار على حسن ودكتور محمد السيد اسماعيل, على أن يدير اللقاء الكاتب الروائى جمال زكى مقار. فلم يحضر من هولاء سوى الباحث السياسى دكتور نبيل عبدالفتاح الذى ظل لفترة طويلة خارج المقهى ينتظر باقى المشاركين دون جدوى. ثم قام والمشرف على المقهى الشاعر شعبان يوسف بانقاذ الموقف والحديث عن الراحل الكبير الذى احتوانا باجنحته وابتسامته الاثيرية و كان رحيق انفاسه الزكية يعطر المكان . تحدث الشاعر شعبان يوسف عن الراحل قائلا ,ناجى روائى من جيل السبعينيات الذى تعرض لاشكال كثيرة من الكوارث اقساها على الذات نكسة يونيو .1967 هذا الجيل بدأ يتشكل ما بين عامى 68 ,69 وافرز مجموعة من الفنانين والمبدعين والكتاب والمثقفين الذين اصبحوا كبارا بعد ذلك ومنهم ظاهرة الثلاثى احمد فؤاد نجم والشيخ إمام.والمبدع محمد ناجى عرفه المثقفون فى هذه الفترة كشاعر لكنه لم يطبع اى ديوان وقد فاز بجائزة شعرية عام1969 من جامعة القاهرة , وفى التسعينيات نشر رواية " خافية قمر " وكانت مفاجاة مذهلة للحياة الثقافية فى لغتها ومفرداتها وفى احكامها وبنائها وكسرت النمطية الموجودة فى الرواية. فهى ليست مبنية بناءا سرديا كما عهدنا فى الرواية المحفوظية وكان بها تساؤلات عديدة عن الزمن , والفلسفة والوجود واستطاع ناجى ان يجعل البطل هو الاحاجى والاساطير والاشعار . وقال الباحث السياسى دكتور نبيل عبدالفتاح بدأت علاقتى به فى بداية الثمانينيات كزميل لنا فى مهنة الصحافة, وفى ثنايا الحديث اكتشفت انه شاعر ويكتب الرواية, وهو يصوغ ابداعه ثم يترك ما يكتبه جانبا ومن ثم لو ان كتاباته قد ظهرت فى بداية او منتصف السبعينيات اعتقد انها كانت ستغير فى منحى وانماط السرد فى جيل السبعينيات وما سبقهم . وناجى على المستوى الانسانى شخص هادىء بالغ الدماثة صامت لا يتحدث كثيرا الا بمقدار واذا دعت الضرورة. وانعكس ذلك على اسلوبه الذى يميل الى الاختزال والتكثيف وضغط الكلمات وهو اشبه باسلوب الراحل المبدع ابراهيم اصلان وان كان على نحو مغاير.