لا توجد دولة فى العالم مهما بلغت قوتها ان تخوض حربا او تواجه ارهابا منظما، دون ان تكون قوى الدولة الشاملة متماسكة وقادرة على مجابهة تلك المرحلة، والان اصبح الاعلام من قوى الدولة الشاملة، فهو محرك اساسى لما يحدث، وهو القادر على ايصال رسائل سريعة تؤثر بشكل مباشر على المعارك على الارض. وللأسف الشديد نحن فى مصر الان لم نستوعب اى درس مر علينا أو على اى دولة اخري، فقواتنا المسلحة تخوض حربا ضروس داخل سيناء مع جماعات ارهابية تتلقى دعما خارجيا، وتقف الدولة بكل قوتها فى هذا الصف، الا الاعلام المصرى الذى اصبح يغرد وحيدا بعيدا، بل على العكس بدلا من ان تكون رسائلة فى مصلحة الامن القومي، اصبحت الان تهدد الامن القومى المصري، وذلك دون دراية واضحة من القائمين على بعض تلك المؤسسات الاعلامية، اكبر دليل على ماسبق تناول وسائل الاعلام المختلفة لحادث تفجيرات العريش الاخيرة، فما ان حدثت التفجيرات حتى خرجت علينا المواقع الاخبارية، والقنوات الفضائية لتؤكد لنا ان هناك اكثر من 40 قتيلا لتأتى قناة اخرى وتقول 30 واخرى 20، وكأننا فى سباق او مزايدة بين تلك القنوات والمواقع، وللاسف يتم تجهيل المصدر بأنه مصدر امني، فكيف لاى شخص ان يحصر عدد القتلى والجرى وقت الانفجار الضخم او بعده مباشرة، وكيف لنا كاعلام يسعى الى الحرص على الامن القومى ويقع فى مثل هذا الفخ، ولماذا لا ننتظر حتى يخرج بيان رسمى بالحادث، ولكن للاسف الشديد هناك محاولات من البعض لتشويق المشاهدين ومحاولات جذبهم. والخطأ الاخر والغريب استضافة كم كبير ممن يطلقون على انفسهم خبراء ليحللوا الحادث وقت حدوثه وهم لم يروا او يسمعوا شيئا، ويفيضون بكلام ومعلومات اقرب الى الهراء منها الى الواقع فى محاولة منهم لفرد عضلاته على الشاشة. اننا نمر باخطر المراحل فى حروبنا على الارهاب وبدلا من أن يقف الاعلام مع الدولة فى حربها فهو يعمل على بث الاحباط بين الجنود والافراد، ودفع الشعب لعدم الثقة فى جيشة وشرطته، وللاسف الشديد مهما قيل لكنهم مستمرون فى الهدم. http://[email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى