في السنوات الأخيرة التي مهدت لقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير شاركت المرأة المصرية في الحراك السياسي والاجتماعي. وبالرغم من تعرضها لجميع أشكال القمع فإنها وقفت إلي جوار الرجل كتفا بكتف في الشارع والمصنع والمنزل فساندت المطالبات الخاصة باستقلال القضاء في2006. وشاركت في إضراب6 إبريل2008 انحيازا لمطالب العدالة الاجتماعية ومع اندلاع الثورة وبعدها لم تترك ميادين التحرير حيث لم يفرق رصاص الأمن وقمعه بين المرأة والرجل في ثورة25 يناير ومازالت في الشارع تطالب باستكمال مطالب الثورة. وبالأمس الخميس8 مارس نظمت ناشطات مسيرة نسائية حاشدة في ذكري يوم المرأة العالمي تحت شعار نساء مع الثورة أكدن من خلالها علي أن نساء مصر سيخرجن لاستكمال مطالب الثورة المصرية, مشددات حقوقهن الكاملة في المواطنة وفي التمتع بوطن يسع كل أبنائه من النساء والرجال. وأشرن إلي أن ثلث الأسر المصرية تعولها نساء, وثلثي نسبة الأمية تقع بين النساء, وأن هناك نسبة كبيرة من العمالة النسائية تشغل قطاع العمل غير الرسمي لذا تستحق المرأة المصرية كل تضامن معها. وطالبت المسيرة التي نظمها كل من تحالف المنظمات النسائية ومجموعات وحركات طلابية وعدد كبير من المبادرات الشبابية والنسائية; باستكمال مطالب الثورة وبمشاركة المرأة في صياغة المستقبل الدستوري والقانوني والسياسي في مصر وبدستور جديد يحترم المواطنة ويكفل المساواة ويلغي جميع أشكال التمييز, كما طالبن بتغيير منظومة القوانين المختلفة بما فيها قانون الأحوال الشخصية بحيث يتضمن المساواة التامة والحقوق الكاملة وعدم تغليب دور المرأة الإنجابي علي باقي الأدوار التي تقوم بها المرأة في حياتها العامة والخاصة ووضع عقوبات رادعة تعمل علي الحد من أشكال العنف المختلفة ضد المرأة خارج وداخل المنزل. فيما يلي ملف لنماذج من الفتيات والسيدات اللاتي شاركن في الحراك السياسي والاجتماعي المصاحب للثورة المصرية والتي احتفت ببعضهن مجلة النيوزويك الأمريكية في عددها الأخير الصادر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يضم قائمة لأقوي150 امرأة علي مستوي العالم مثل وداد الدمرداش ومني الطحاوي وأسماء محفوظ وسميرة إبراهيم. رشا وأسماء وندي.. منذ تطهير القضاء الثورة مستمرة من أشهر الوجوه التي شاركت في التظاهرات التي خرجت تضامنا مع استقلال القضاة ضد قمع نظام مبارك عام2006 وتم اعتقالهن علي خلفية تلك الأحداث وأمضين فترة من الوقت في سجن المزرعة وبالرغم من ذلك لم تمنعهن قضبان السجن من النضال حيث بعثن وقتها برسالة انتشرت علي كافة المدونات وتناقلتها بعض وسائل الإعلام أكدن فيها تضامنهن مع قضاة مصر الشرفاء ومطالبهم و رفضهن للطريقة التي تم اعتقالهن بها ومنعهن من حقهن في الحصول علي محامي فضلا عن عزلهن معربين عن رفضهن لنظام مبارك بكل ما يمثله ورفضهن لأي تفاوض معه. وبالإضافة لعملهما في الصحافة شاركت كل من رشا عزب و ندي القصاص في عدد من الاحتجاجات ضد نظام مبارك ومازالت مشاركتهما مستمرة في الشارع بعد الثورة وأسهمت رشا في تأسيس اللجان الشعبية لحماية الثورة, أما أسماء علي فتعمل باحثة بإحدي المنظمات الحقوقية فضلا عن مشاركتها في الثورة. سلمي سعيد حراك مستمر في الشارع وعلي الإنترنت بالإضافة لمشاركتها في الاحتجاجات ضد نظام مبارك قبل سقوطه; رابطت سلمي مع زملائها الناشطين في ميدان التحرير منذ28 فبراير وحتي تنحي الرئيس السابق في11 فبراير وأسهمت في نشر وبث جميع فعاليات الثورة التي شهدتها وشاركت بها عبر الفيسبوك وتويتر,وقد نشأت سعيد في عائلة من النشطاء فوالدتها تشارك من أجل إحداث التغيير في مجال عملها عبر عضويتها في ائتلاف أطباء بلا حقوق وكذلك والدها في نقابة المهندسين, كما كانت جزءا من حركة كفاية من أجل التغيير وتعرضت للركل والاعتقال إلا أنها سرعان ما أعلنت سأمها من التقيد بأحد التنظيمات مستبدلة ذلك بنسيم الحرية علي المدونات وتويتر, وأسهمت في نقل خبراتها عبر ورش عمل ودورات تدريبية قامت بها عبر المركز المصري للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية لتعليم الناشطين كيفية توظيف واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في بث ونقل فعاليات الإضرابات والاعتصامات.ومازالت مشاركتها مستمرة حيث أصيبت بطلقات الخرطوش أخيرا خلال توثيقها للاشتباكات التي وقعت في محيط وزارة الداخلية أخيرا بعد أحداث بورسعيد كما تشارك في إنشاء بوابة علي الإنترنت من شأنها تنسيق الاجتماعات والمبادرات المتعلقة بالثورة, والتي يتم تدشينها بشكل يومي. وداد الدمرداش.. رمز نضال المرأة العاملة لعبت دورا مهما في إضراب المحلة الذي كان تمهيدا للثورة كما قادت3 أيام ناجحة من الإضراب في المصنع الذي تعمل به بالمحلة عام2006 قبل إضراب المحلة الشهير في6 إبريل2008 ومازال نضالها مستمرا من أجل تحقيق أفضل ظروف للعمل بمدينتها. وعلي الرغم من قلة ظهورها في الإعلام المصري إلا أن الصحف العالمية احتفت بوداد في أكثر من مناسبة لجهودها في مجال الحقوق العمالية واعتبرتها صحيفة ز س بعيدا عن جنود الفضاء الإلكتروني لما أظهرته من شجاعة كبيرة في وجه الحكم الديكتاتوري وذلك قبل خمس سنوات من الآن عندما واجهت صعوبات في توفير الطعام لأسرتها.وقد عانت وداد من تعسف إدارة الشركة معها بسبب نضالها الحقوقي, فبعد انتفاضة المحلة في6 أبريل2008, قامت إدارة الشركة بنقلها من موقعها الذي عملت فيه لمدة26 عاما كعاملة إنتاج, إلي أمينة مكتبة حضانة الشركة. وقامت وداد برفع قضية ضد إدارة الشركة, وحصلت علي حكم بإعادتها لوظيفتها الأساسية, وبأحقيتها في العلاوة السنوية, فنقلتها الإدارة إلي وظيفة عاملة نظافة. وحينما اعترضت أبلغت الإدارة الشرطة بامتناعها عن العمل تمهيدا لفصلها. لكنها ذهبت إلي النيابة وأثبتت كذب ادعاءات الإدارة. وعن مطالب عاملات غزل المحلة الخاصة تقول وداد: مطالبنا المساواة مع زملائنا الرجال في الأجر. فأجرنا يقل عن أجر الرجال150 جنيها, وهم يعملون العمل, نفسه بالساعات نفسها. كما تعاني العاملات من الجزاءات الكثيرة, وتطالبن بالمساواة في الترقيات مع زملائهن الرجال. وقد قادت وداد, و زملاؤها, في مصنع غزل المحلة نضالا, تطور إلي نضال سياسي قومي, وساعد في تحريك الطبقة الكادحة, فزادت إضرابات, واحتجاجات, العمال بشكل مضطرد اقتداء بهم. كما قادوا حركة المطالبة بحد أدني قومي للأجور مني الطحاوي.. صوت للمرأة المصرية في الخارج كاتبة وصحفية وتعد واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل, فبعد فترات صمت طويلة أمام مهاجميها اكتفت خلالها بالكتابة في صفحات الجرائد والمواقع الأجنبية للتعبير عن رأيها, ورغم الحرية المتوفرة لها بسبب إقامتها في الخارج كما يري البعض, تمنت أن تصل وجهة نظرها للشعوب والدول العربية دون زيف أو تشويه. يذكر أن الطحاوي تكتب عمودا بصحيفة بوليتيكن الدنماركية, وشاركت في الحوارات التي تبعت أزمة الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الدانمارك عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم, أواخر2005, وقد أصبحت وجها للثورة في نوفمبر2011 بعدما رفضت السكوت علي العنف والتخويف عقب تعرضها للضرب والاعتداء والتحرش الجنسي علي يد قوات من الأمن بالتحرير ومازالت تلعب دورا في دعم ثورات الربيع العربي عبر كتاباتها. سميرة ابراهيم: الصعيدية التي وقفت في وجه العسكر فتاة صعيدية تعرضت وعدد من الفتيات المشاركات في الاحتجاجات بميدان التحرير في مارس الماضي إلي انتهاكات علي يد قوات من الجيش والتي أصبحت تعرف إعلاميا بقضية كشوف العذرية وبرغم نشأتها الاجتماعية وأصولها الصعيدية فقد اتخذت سميرة موقفا شجاعا ولجأت للقضاء في محاولة منها لانتزاع حقوقها والتنديد بما حدث وخاضت معركة شرسة وطويلة استطاعت من خلالها انتزاع حكم قضائي بعدم قانونية كشوف العذرية ومازالت معركتها لم تنته مؤكدة أن القضية ليست قضيتها وحدها وإنما قضية كل بنات مصر, مشيرة إلي أن بينها وبين المجلس العسكري جولات أخري ستكون أصعب قائلة: أنا صعيدية وقفلت معايا..مابقتش أخاف من حاجة, أقرب الناس ليه ماتوا قدام عينيه, معدش يفرق معايا حاجة أسماء محفوظ.. صوت من أصوات الثورة برزت أسماء في المشهد السياسي مع بداية الثورة بسبب الفيديو الذي نشرته في يناير2011 عن المشاركة في الاحتجاجات وكان له دوره في الثورة, حيث انتشر بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي. وأصبح البعض يصفها بأنها أحد الأصوات البارزة للثورة المصرية كما عرفت بانتقادها الحاد لسياسات المجلس العسكري ففي أغسطس الماضي حققت النيابة العسكرية معها بتهمة الإساءة إلي المجلس العسكريس في إحدي القنوات الفضائية عن المجلس العسكري وبعد حملات واسعة للتضامن معها قررت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة20 ألف جنيه مصريا واستمرار التحقيق معها في الاتهامات المنسوبة إليها ثم العفو الكامل عنها بعد تنازل المجلس العسكري عن البلاغ المقدم ضدها, كما فازت بأكثر من جائزة كواحدة من الشباب الذين لعبوا دورا في الربيع العربي بالشرق الأوسط و اختارها البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين لنيل جائزة ساخاروف لحرية الفكر في أكتوبر الماضي. مني سيف.. لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين ناشطة سياسية وحقوقية, عرفت بنشاطها علي الشبكات الاجتماعية, ودورها في الثورة المصرية, وفي رفضها لقضية محاكمة المدنيين عسكريا ومثولهم أمام القضاء العسكري بعد تنحي مبارك نشأت وسط أسرة جميع أفرادها من النشطاء, وكانت المشاركة السياسية موضوعا أساسيا للنقاش في مرحلة طفولتها. وتعمل مني بجانب نشاطها السياسي كباحثة في مرض السرطان وأسهمت مع عدد من النشطاء والحقوقيين في تأسيس مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين التي أتت كحملة نظمت ضغطا شعبيا وإعلاميا من أجل الإفراج عن المدنيين الذين أحيلوا إلي المحاكم العسكرية ومحاكمتهم أمام قاض مدني والتي قدرت أعدادهم بأكثر من12 ألف مدني, بالإضافة إلي التحقيق في حالات التعذيب والانتهاكات التي تقوم بها الشرطة العسكرية علي وجه الخصوص وقد نجحت المجموعة في الضغط من أجل تقليل هذا النوع من المحاكمات وتسعي لتقديم تشريع يمنع محاكمة المدنيين عسكريا ومازالت تكافح من أجل حرية الآلاف الذين مازالوا خاضعين لهذا النوع من المحاكمات في السجون. ست البنات.. رمز من رموز الثورة الفتاة المجهولة التي تعرضت للسحل علي يد قوات الجيش في محيط مجلس الوزراء والتي تصدرت صورتها الصفحات الأولي للصحف العالمية ومواقع وكالات الأنباء وأثارت جدلا شديدا حتي أصبحت علي الرغم من إخفاء هويتها رمزا من رموز الثورة وأدي ما حدث لها إلي موجة انتقادات حادة للمجلس العسكري دفعت نساء مصر إلي تنظيم مسيرات نسائية حاشدة بعدد كبير من المحافظات احتجاجا علي استخدام العنف المفرط مع المتظاهرات والتنكيل بهن في الاحتجاجات التي تصاعدت من بعد الثورة في ظل اصرارهن علي المشاركة في تلك الاحتجاجات رافعين لافتات تؤكد أن بنات مصر خط أحمر. ونتيجة لحملة الهجوم غير الأخلاقية التي تعرضت لها تلك الفتاة برزت حملات مضادة تشيد بها وبدورها خاصة بعد التسريبات التي انتشرت حول كونها طبيبة متطوعة في المستشفي الميداني وكانت موجودة لتقديم العون للمتظاهرين في مواضع الاشتباكات فتم تلقيبها علي مواقع التواصل الاجتماعي بلقب ست البنات ودشنت صفحات اعتذار لها علي موقع الفيسبوك تخطت إحداها حاجز العشرين ألف عضو بالإضافة إلي حملات واسعة للتضامن معها انتشرت عبر المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي. انجي غزلان.. من أجل شوارع آمنة للجميع ناشطة بارزة في مجال مكافحة التحرش الجنسي, والانتهاكات ضد المرأة وتعمل كمنسقة للحملات في المركز المصري لحقوق المرأة. حازت إنجي علي درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة القاهرة عام2007 لتقرر بعدها استغلال خبرتها الإعلامية في إعداد حملات وخطط مواجهة ظاهرة التحرش, والتي كان أشهرها حملة شارع آمن للجميع لتصبح منسقتها ضيفا مألوفا في البرامج التلفزيونية والمقابلات الصحفية وبعد أحداث التحرش الجماعية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة خاصة في الأعياد, أطلقت إنجي, بمشاركة3 من أصدقائها أول موقع لاستقبال شكاوي الفتيات من التحرش تحت عنوان مبادرة خريطة التحرش الجنسي في آواخر2010 وضم الموقع مجموعة من المتطوعين للعمل من الفتيات والشباب يوفر خطا ساخنا لاستقبال شكاوي الفتيات والسيدات ويحدد موقعهن من أجل إمدادهن بأقرب جهة من الممكن أن تساعدهن في مشكلتهن كما تتصدر الموقع خريطة تفاعلية لجمهورية مصر العربية بمحافظاتها المختلفة وشوارعها وتظهر عليها نسب الشكاوي وأشكال التحرش وقد فاز مشروع خريطة التحرش الجنسي بجائزة منتدي الشباب العالمي لعام2011, وبسبب نجاح المبادرة تلقت انجي طلبات من مجموعات في عدة دول للمساعدة في تكرار التجربة لديهم.