تمثل الزيارة الراهنة للرئيس عبد الفتاح السيسى لإثيوبيا، للمشاركة فى فعاليات القمة الافريقية، خطوة بالغة الأهمية على طريق عودة مصر لموقعها ومكانتها المستحقة فى القارة السمراء. فمصر تعى جيدا أن متطلبات أمنها القومى تحتم مد جسور التعاون والتفاهم مع البلدان الافريقية التى لا تزال تقدر ما قدمته القاهرة لها وقت كفاحها للتحرر من قبضة الاحتلال الغربى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى. التحرك المصرى فى اتجاه افريقيا لا تفرضه فقط جهود حماية حصتها فى مياه نهر النيل، ومنع حدوث ما من شأنه التأثير عليها، أو الانتقاص منها، وإنما أيضا سعيها لفتح نوافذ جديدة للصادرات المصرية، واحتياج الافارقة لمن يمد لهم يد العون والمساعدة لتحسين مستوى العديد من الخدمات كالصحة وغيرها من القطاعات الحيوية، كما أنهم يرون فى مصر الملاذ الآمن من محاولات السيطرة والاستحواذ الغربى على ثرواتها ومقدراتها وقرارها، خاصة أنهم يدركون أن القاهرة صادقة وليست لديها اجندة خفية تحاول تنفيذها على حساب مصالح ومستقبل الشعوب الافريقية المطحونة. ولابد أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من السعى المصرى فى اتجاه افريقيا ليس على المستوى الحكومى وحسب، بل وعلى الصعيد الحزبى والشعبى والثقافى، فالفرصة مهيأة ومتاحة لاستعادة أدوات القوة الناعمة التى اغفلها نظام حسنى مبارك وتسبب فى ضياع رصيدها فى القارة السمراء. لمزيد من مقالات رأى الاهرام