أيّ نوع من الأبواب عندك ثبّته بمكانٍ فلا تسمع صريره، أو تراه. أيّ نوع من الأبواب مهما كان طوله أحكم غلقه مع إمكانية فتحه بسهولة، فأغلقه بآليةٍ بسيطة حتى لا ينفتح أبداً. حتى لا تسمع كيفما تسمع أو ترى كيفما تري.
أصواتُ بابكَ من صفيحٍ فارغٍ بغطاءِ سيلوفان منقّط. فلنضغط رقابنا بروابط عنقٍ مغسولة ونرتدِ سراويلنا من التنظيف الجاف ثم نرمى إيصالات الخدمة ونأخذ ساعاتنا نُصلحَها، لنغلق أبوابنا بآليةٍ محكمة لنمنع من معنا بالداخل أن يأتونا من الخارج.
أغلق بابكَ وطالب النجّار السمين بصنع بابٍ آخر أمّن على نفسكَ بأقفالٍ وأجهزةِ أمان ثم نَم مع أحلامٍ لذيذة ألا يأتوا إليكَ، دون استئذانٍ لتناول الشاى والبسكوت.
انزل بنفسكَ إلى البدروم وتعايش مع الفئران، مع الرطوبة فى العالم البهيج بالفئران والرطوبة.
لا تدع أحداً يطرقُ بابكَ خلّ أمركَ للباب، دون طَرْق فالأبواب السميكةُ مقهورةٌ. قد تنقذك، أبوابٌ مثالية تُركّبها واحداً بعد آخر بمعدّات ثقيلةٍ مُعقّدة فى الخلاء.
ضع قادومكَ بالألواحِ السميكة فى شِقّها المعدّ لتسليم رسالةٍ صغيرة مأمولة، ثم اصنع مراكبَ أولادٍ، من ورقٍ تحفظه للردّ على خطابات. اصنع مراكبَ أولادٍ فامخُر بها عُبابَ مواسيرِ المجاري كغوّاصات صغيرة.
عش مع الباب، من جانبه الداخليّ اقضُمه. كُلْ منه واشرب خفّض وزنك وزِدْ وزنك معه، ازرعْ واستدفئ مُرتجفاً قربَ بابكَ.
مُتْ، دون أن تُحيى ذكرياتك فى مصعدٍ، جاء بكَ من حيث أتيتَ. مثل رفيقٍ مسافر بعصيرِ طماطم.
حين لا يصيبكَ الجنونُ، أحياناً قليلة ادعُ أصحابكَ لزيارتكَ لكن أدخلهم من مسالك أخري فهذه الأبواب لا تُفتَح. ............................ ............................