الإعلام يتحمل مسئولية وطنية فى الفترة القادمة".. جملة مباشرة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى مرات ومرات فى خطاباته وأثناء لقاءاته المباشرة مع الصحفيين والإعلاميين..هذه الجملة تحمل فى طياتها الكثير من المعانى والأسرار، ومنها أن الرئيس مهموم وغير مقتنع بالأداء الإعلامى، وأن أداءه فى هذه الفترة لم يكن على مستوى الدور المنوط به، وأن الفترة القادمة تحتاج إلى تكاتف كل أجهزة الدولة ومنها الإعلام..فى هذه السطور نكشف تلك المعانى. الكاتب الصحفى نبيل زكى يقول إن الإعلام يتحمل مسئولية وطنية فى تلك الفترة الحرجة من عمر البلاد ، ولابد أن يساند الدولة كما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا منهم، والإعلام يجب أن يكون نصيرا للدولة المدنية الديمقراطية التى كفلها الدستور،وأقرها الشعب المصرى العظيم،ولكن لايجب أن يتحول الإعلام دون أن يدرى إلى "بوق " يخدم بطريقة غير مباشرة مصالح الجماعة الإرهابية فى هذه الفترة الحساسة،فهناك قنوات وصحف تهتم بنشر أخبار "تافهة" وبها أكاذيب كثيرة تروجها عن طريق بعض مواقع الإخوان ، كالحديث عن برلمان الإخوان ووجود عناصر من الجماعة ستدخل مجلس النواب ،ومظاهرات للجماعة وتضخيم للأعداد بصورة فجة ، فهذه أخبار هدفها إثارة البلبلة والفوضى ، ولاطائل منها ، وبالتأكيد هذا لايصب فى مصلحة الوطن. وتابع أن هناك أيضا مسائل مفتعلة ومنها التركيز على قانون التظاهر والدعاوى المرفوعة أمام المحاكم، ونسينا أن هناك برلمانا سيكون بعد أشهر قليلة موجودا ويستطيع أن يناقش ذلك القانون، ومن الممكن أن يتم إلغاؤه. وأضاف أن الإعلام يلعب دورا مهما للدولة عن طريق إبراز الإيجابيات، إلى جانب المساندة الحقيقية الواعية فى بعض القضايا التى تعود بالنفع على المواطن، كما أننا يمكن أن ننتقد الحكومة فى السلبيات التى تحدث فى مجتمعنا، فمازالت هناك قضايا جوهرية لم تستطع الحكومة أن تعالجها حتى هذه اللحظة ومنها، مسألة ضبط الأسعار، الروتين والبيروقراطية، الثقافة ، الصحة ، هذه قضايا مهمة ومصيرية . وشدد زكى على أن النقد لابد أن يبنى على روح الإصلاح والبناء وليس الهدم، مستشهدا بما قام به رئيس الجمهورية بإطلاق مشروع قناة السويس الجديدة وهو مشروع قومى، يجب مساندته ودعمه وتشجيعه،أما المشروعات التى غفلت عنها الحكومة، والتى ذكرناها آنفا ومنها، أيضا مكافحة الفقر والبطالة ، فلابد من دق جرس الإنذار لكى تفيق وتتحرك قبل فوات الأوان . بينما يقول الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن الرئيس السيسى منذ أن كان مرشحا وحتى الآن له ملاحظات دائمة ومخاوف وانتقادات للأداء الإعلامى، وهذه الملاحظات لم يخفها الرئيس بل قالها مرات ومرات، فى خطاباته ولقاءاته المباشرة مع الإعلاميين والصحفيين، ففى الفترة الماضية اتسم الأداء الإعلامى بالكثير من عدم المهنية، وكانت هناك حالة من الشطط، والبحث عن الإثارة والبلبلة ، وظهرت نماذج من أشكال الأداء ومنها مقدمو البرامج يمثلون حالة من المبالغة فى عرض الموضوعات، إلى جانب استضافتهم لبعض الضيوف ويستخدمون ألفاظا معيبة، فهذا لايليق وهنا كان تحذير الرئيس لهم مرات، بالتركيز على الجانب الأخلاقى والسلوكى، وقوله لهم دائما بأنكم مسئولون وستحاسبون على كل كلمة تقولونها أو تكتبونها. وأضاف العالم لقد تنبأت منذ فترة بأن هناك حالة من الصدام المتوقع سيحدث بين رئيس الجمهورية والصحفيين والإعلاميين، فالأداء الإعلامى لم يتغير، والرئيس دائما مايعبر عن مخاوفه المتكررة نتيجة الاستمرار فى الأداء المترهل. وشدد على أن المرحلة القادمة هى من أخطر المراحل،ويجب أن يراعى الأداء المهنى مصلحة الوطن والرأى العام، فنحن مقبلون على انتخابات مجلس النواب، والإعلام يستطيع أن يؤثر فى تركيبة المجلس، فمن خلال تعظيم الدور لأفراد، أو الانتقاص منهم يتكون المجلس من خلال توجيه المواطنين، وهذا ما يأمله السيسى من الإعلام،فمجلس النواب له صلاحيات عديدة فى الفترة القادمة، ووفقا للدستور له صلاحيات فارقة، لكنه يبحث عن آليات يكون فيها المجلس أكثر توازنا. وأوضح أن الرئيس مهموم جدا بهذا الدور الإعلامى،ويحتاج من الاعلاميين إلى زرع الأمل فى نفوس المواطنين، لكن هذا يحتاج إلى سياسة إعلامية واضحة، فإما أن نحتاج إلى إعلام دعائى، يعرض الإنجازات فقط"، أو إعلام تنويرى يعتمد على الحقائق والمعلومات وهذا هو الأساس، لتوضيحها للرأى العام. ويختتم أستاذ الإعلام كلامه بعرض رؤية على رئيس الجمهورية من أنه يحتاج فى الفترة القادمة إلى خبراء فى الإدارة الإعلامية لمؤسسة الرئاسة وأداءها الإعلامى، وتحديد المسارات الخاصة لخطاب الرئيس، والأطر الفكرية التى تحكم خطاباته، فهناك كلام فى الخطابات يجب أن نقتبس منه فقرات للتركيز عليها وابرازها، حتى نزيد القدرة الإقناعية للنظام.