فى خطاب رائع لا يقل أهمية عن الخطاب الذى القاه باراك أوباما فى جامعة القاهرة فى عام 9002.. اختار شينزو آبى رئيس وزراء اليابان مصر التى تعتبرها الدولة اليابانية القوة الإقليمية المؤثرة فى محيطها، والقيادية فى العالمين العربى والاسلامي، ليلقى ليس فقط مجرد خطاب، وإنما كان عبارة عن استراتيجية الدولة اليابانية تجاه التعاون مع مصر ومنطقة الشرق الأوسط وعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وتماما كما اختار أوباما مصر وجامعة القاهرة ليخاطب منها العالمين العربى والإسلامي، فإن شينزو آبى اختار القاهرة أيضا ليخاطب دول الشرق الاوسط ويعلن من القاهرة سياسة اليابان فى المنطقة قال «آبي» فى بداية خطابه: «السلام عليكم» ثم فى منتصف الكلمة التى القاها باللغة اليابانية قال باللغة العربية «خير الأمور الوسط»، وهو يتحدث عن الاعتدال والوسطية والتسامح الذى يميز الإسلام العظيم بعيدا عن دعوات التطرف والغلو التى طفحت بها دول المنطقة منذ 3 سنوات وافرزت جماعات ظلامية تريد ان تفرض رؤاها وتفسيراتها هى فقط بدعم خارجى على المجتمعات بقوة السلاح مما ادى الى انهيار دول وتفكك مجتمعات، ولدى اليابان بصرف النظر عن تغيير الحكومات قناعة راسخة بدور مصر القيادى ليس فقط فى العالمين العربى والاسلامى ولكن فى افريقيا ايضا، ومن هنا يأتى اهتمام اليابان باستقرار وازدهار مصر ولانها كما قال ابى ركيزة الاستقرار فى المنطقة، فإن نهضت درة الشرق نهض وتقدم العرب والمسلمون، ومن هنا كانت المساعدات اليابانية لمصر التى بدأت مع نهاية عقد السبعينيات من القرن العشرين واتخذت طوكيوالقاهرة مركزا لها و«منارة» كماقال «آبي» لتقديم المعلومات «الصحيحة» عن اليابان وثقافتها ومن هنا جاء افتتاح قسم اللغة اليابانية منذ 40عاما ثم العديد من المشروعات القومية والثقافية،منها كوبرى السلام فى سيناء ونفق الشهيد احمدحمدي، ودار الاوبرا والمتحف الحضارى ، وغيرها وهى اكبر دولةاسيوية لهااستثمارات فى مصر ولكن هل استفدنا من اليابان وتعلمنا من تجربتها الرائعة فى التقدم؟ اعتقادى ان ماتعلمناه من اليابان مازال قليلا للغاية قياساً الى تجربتها ،وقناعتى ان التعليم والتدريب وربط البحث العلمى بقطار المشروعات القومية هى اهم الدروس التى يمكن ان نتعلمها من اليابان، وقبل ان نتحدث عن مشروعات غاية فى التقدم مثل القطار فائق السرعة او القطار الرصاصة كمايطلقون عليه فى اليابان فإنه يتعين علينا ان نعلم مهندسينا اصول واسس صيانة القطارات والمتروهات عبردورات تدريبية فى اليابان او فى مصر من خلال خبراء يابانيون! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم