تجرى الآن فى شارعى الهرم وفيصل أعمال التحضير لبدء الهيئة القومية للأنفاق فى إنشاء المرحلة الأولى من الخط الرابع » 6 أكتوبر الفسطاط « فى الشهور القليلة المقبلة، رغم أهمية هذا المشروع القومى لكن ما نراه الآن من مظاهر الفوضى على طول المسار المقترح سواء من حيث المرور أو الإشغالات أو المخالفات بجميع أنواعها ، يجعلنا نحذر مما قد نواجهه من مشكلات نحاول وضعها من الآن أمام المسئولين والرأى العام. بداية يقول الدكتور حسنين أبو زيد أستاذ التخطيط العمرانى بهندسة الأزهر إن المشروعات التى تنفذ فى مدن قائمة بالفعل لحل المشكلات خاصة المرورية تسمى «مشروعات استراتيجية»، أى ناتجة عن تصور وتخطيط استراتيجى بعيد المدى، وهذا النوع من المشروعات يعد مشكلة لقاطنى ومرتادى هذه المناطق، لذا فإن الجهات التنفيذية يجب عليها قبل البدء فى المشروع وضع خطة لتوفير المحاور البديلة ،والتى تنقسم الى محور مرورى بتحويل المسارات وفتح الشوارع الداخلية الفرعية العرضية والطولية المغلقة القريبة منهما ورفع العوائق منها والتى تخفف من حدة زحام الرئيسى لأن المار بها لن يضطر للخروج الى الشارع الرئيسى فيقل الضغط عليه، بالتوازى مع توفير المحاور البديلة مما يحد من المرور بالمحاور الرئيسية ويوفر منفذا لخروج السيارات من هذه المحاور ويخف بالتالى التكدس بالمحور الرئيسى الذى يقتصر استخدامه فقط على المرور العابر. أما المحور الأمنى فيتمثل فى إزالة المواقف العشوائية «للتوكتوك» والميكروباص التى تعوق المرور العابر والمتابعة الدورية لمنع تكونها وكذا إشغالات المقاهى والمحال التجارية وفتح الجراجات أسفل العقارات بالقوة للحد من الوقوف فى الشارع ، ويلفت الى أن هذا يجب أن يتم فى إطار خطة أشمل لتوجيه قاصدى المناطق السياحية لسلوك الطريق الدائرى ومحور صفط اللبن والمنيب وغيرها، وكل هذا يسهم فى تخفيف حدة الضغط، وإن لم يتم كل هذا بسرعة وحسم فستكون الحلول مكلفة جدا ومجتزأة، وفى الإطار ذاته توعية المواطنين بأهمية هذا المشروع ليفهموا المصاعب ويحدث التجاوب المطلوب منهم مع الجهات المسئولة عن التنفيذ، لأن المواطن هو الأساس لأى مشروع، لكن بكل أسف فى أغلب الأحيان يكون تابعا للتنفيذيين الذين يقومون بالأيسر لهم دون الرجوع إليه أو وضع رأيه فى الاعتبار. أما الدكتور سيف الله أبو النجا الاستشارى المعمارى ورئيس جمعية المهندسين المعماريين ونائب رئيس الاتحاد الدولى للمعماريين فيرى أن الحل الصحيح لهذه المشكلة وغيرها يبدأ من تغيير نظام البلديات الذى لم يعد يواكب التحديات رغم أننا أول من ابتدعه عام 1823 فى الإسكندرية ونقلته عنا بعد ذلك فرنسا وتراجعنا عن تطويره ،إضافة الى أن القاهرة تربعت على عرش أجمل عواصم العالم فى ثلاثينيات القرن العشرين ولن أذكر ترتيبنا الآن، فنحن نصدر الأفكار ولا نستخدمها ، ويسهم فى ذلك بشكل كبير إحضار أناس لهم قبول لكن لا دراية لهم بالأمور لأن هدف المحليات الأساسى تحسين حياة الناس لا السيطرة عليهم التى تنتج عن ضعف القائمين عليها، لذلك يجب وضع كوادر مالية لائقة لهم تجذب الكفاءات وتبعد عن المستفيدين وأصحاب المصالح. أما بخصوص ما نواجهه الآن من أعمال توصيل المترو، وأثرها على حياة الناس حتى الانتهاء منها خاصة فى شارعى الهرم وفيصل وما حولهما ، فإنه من المهم للغاية مخاطبة المستفيد الواعى لتحقيق المواءمة بين الظروف والاحتياجات وليس المغلوب على أمره قبل التنفيذ لأننا وقعنا فى هذا الخطأ كثيرا باستغلال الفقراء لتسيير قرارات لا يدركون خطورتها ونعانى بعدها من الآثار، فالتخطيط الجيد يبدأ فى الصيف للشتاء والعكس، والعدالة أن نتفهم الاحتياجات أولا، أى يجب عقد اجتماع بين الجهات المنفذة من هيئة المترو والمحافظة ومندوبين واعين عن المواطنين، ولا ينفض هذا الاجتماع إلا بعد التوصل الى الأفضل من جميع الجوانب دون فرض جانب لرأيه واستمرار التشاور لحل ما يستجد. منظومة متكاملة وباستطلاع آراء المواطنين، يقول أشرف الشرقاوى مدرس إن المشكلة الحقيقية هى منظومة الفساد التى تمتد لكل شىء من المرور الى المحليات، لتجد مثلا أن سيارات الميكروباص و»التوكتوك» تعيث فسادا لأن الرقابة الحقيقية غائبة وإذا حدثت فلفترة مؤقتة تعود بعدها لسابق عهدها كما أنك تجد كمين المرور تمر أمامه مخالفات بالجملة لا يرى منها سوى القليل، إضافة الى الغياب الحقيقى للمرور والدليل واقع الشارع الذى نراه بأعيننا، وخصوصا فساد المحليات حيث تجد المقاهى والمحال تفترش الأرصفة والشوارع ، والجميع يفعلون ما يحلو لهم، فأين يد القانون ، وهنا لا أتحدث عن تشريعات ولكن عن تفعيل القانون فورا ودائما ودون استثناء لأنه البداية الحقيقية لمعادلة الإصلاح . أما باسل إبراهيم باحث فيرى أن الحل فى منع الانتظار تماما فى الهرم وفيصل مع تشديد الرقابة على المحال التجارية خاصة المقاهى التى تغلق الشارع تماما ولاتكتفى باحتلال الرصيف وتقف سيارات مرتاديها أمامهم ، بل إنها تحتل الجزر الوسطى فى شوارع كثيرة مثل شارع كفر طهرمس ومعظم الشوارع الفرعية الصغير منها والكبير ، فلا يكاد يوجد مقهى لايرتكب هذه المخالفات وحتى الحدائق كالموجودة فى شارع ترعة الزمر والمطبعة والمشابك وغيرها. وتقول سيلفانا محمد وكيلة مدرسة أم الأبطال الثانوية ومن سكان الهرم أرحب بشدة بهذا المشروع الكبير لكنى فى ذات الوقت أحذر من أننا كمواطنين سنرى الويل إن لم تتم مواجهة الفوضى الشاملة فى شوارع المنطقة العرضية والطولية الموصلة بين محورى الهرم وفيصل وعلى سبيل المثال شوارع ضياء والعريش وعزالدين عمر التى تعد من أكبر هذه الشوارع، ومع ذلك فالمرور بها حتى سيرًا على الأقدام مشكلة بسبب الإشغالات من المحال التجارية الذين يغتصبون الشارع ويعرضون بضاعتهم فيه وما تبقى يحتله الباعة الجائلون وإذا وجدت مساحة خالية فإنها مشغولة بحجر أو سلسلة حديدية كل ذلك على حساب حق الطريق الذى حث عليه رسولنا الكريم « أعطوا الطريق حقه» ، الذى بات أكثر الحقوق ضياعا وانتهاكا، لذا لابد من القضاء على ذلك بسرعة والا فسنرى مشكلات يومية لاحصر لها سببها التهاون فى مواجهة هذه التجاوزات ، وأشارت الى نقطة حيوية أخرى هى طائفة تعرف ب»الفريزة» الذين يبعثرون أكياس القمامة الملقاة فى الجزيرة الوسطى بفيصل والهرم ويستقلون عربات كارو تقف وسط الطريق عشوائيا فهم كارثة بيئية ومرورية وأمنية يضاف لذلك مظهرهم غير الحضارى فى أهم منطقة سياحية بالجيزة. مواكب الأفراح وينبه تامر صادق موظف الى مشكلة قد تبدو هينة لكنها مؤثرة الى درجة كبيرة وهى مواكب الأفراح التى تقف أمام استديوهات التصوير والكوافيرات خاصة فى أول فيصل ومنتصفه ومنتصف الهرم على سبيل المثال والتى تسبب تعطل الشارع على اتساعه الآن لمسافة كيلومترات عديدة طوال النهار والليل وكان هذا يحدث يومى الخميس والأحد فقط أما الآن فبات شبه يومى. اما أحمد طنطاوى رئيس قسم بإحدى المؤسسات الكبرى: فينبه الى نوع آخر من المشكلات هو كثرة طفح الصرف الصحى وأعمال الحفر التى لاتنتهى سواء للكهرباء أو الغاز أو غيرهما، ومثال ذلك حفر شارع كفر طهرمس من بدايته مع شارع فيصل وترك الحفر غير مردومة وكذا مخلفات الحفر كما لو كانت منطقة مهجورة، مع أن هذا الجزء تحديدًا شديد الكثافة السكانية وحيوى جدا، وأضاف أن شارع المطبعة يتكرر فيه طفح الصرف الصحى ليسد الشارع تماما وكل ما يحدث إرسال سيارة شفط دون علاج السبب وأخيرا إزالة الطبات العشوائية الكثيرة وتفعيل مبادرة المحافظ التى أعلن عنها منذ فترة بفرض غرامات عليها. ويقول وليد فتحى موظف بمؤسسة قومية لكى يحدث الحسم المطلوب يجب أولا السيطرة على هذا العدد الهائل من البلطجية المنتشر فى الشوارع والقادمين من الأقاليم ويعيثون فى الأرض فسادا وتجرأوا على كل شئ ، وانتشروا كباعة جائلين ومتسولين وكل مجال غير قانونى ، وينبه الى مشكلة عبور المشاة بالمناطق الكثيفة السكان مثل العشرين والطالبية والطوابق والعريش مع مراعاة البعد عن الكبارى العلوية لأنها مجهدة لكبار السن والأطفال وغيرهم لذا لا يقبلون على استخدامها ويتحايلون لعدم استخدامها وتصبح بلا فائدة بعد وقت قصير. المحافظة استعدت يؤكد الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة أن استعدادات الجيزة لبدء إنشاء الخط الرابع لمترو الأنفاق بدأت بالفعل ، بل تم الانتهاء من جزء كبير منها ، وطمأن المواطنين بأنه لن يتم نزع أى ملكيات خاصة بأفراد ، وإنما ستتم إعادة تخصيص لنحو 18 منطقة من بينها طريقا القاهرة/ الإسكندرية الصحراوى ، والقاهرة / الفيوم ، وذلك على دفعتين لمصلحة هيئة المترو لتصبح من اصول المشروع على طول مساره بداية من الملك الصالح وحتى ميدان الرماية بالهرم ، وأغلبها منازل ومطالع من مستوى رصيف الشارع الى مستوى رصيف المترو وداخل مسار نفق المترو وبعضها مخصص لمخارج هواء النفق وجار الآن توسيع شارع فيصل بواقع حارة إضافية على الأقل فى كل اتجاه مع إزالة الإشغالات من الشوارع الفرعية الرابطة والموازية للهرم وفيصل مثل شوارع العمدة والمساكن والثلاثينى ببولاق الدكرور، والعرضية مثل شارع على بن أبى طالب الذى تم الانتهاء فعلا من رصفه ويجرى الآن رصف شارع ترعة الزمر . أما اللواء علاء الهراس نائب محافظ الجيزة لشئون الأحياء فقد صرح بأنه تم عقد عدة اجتماعات بين المحافظة وهيئة مترو الأنفاق لبحث السيولة المرورية فى أماكن عمل الهيئة وتم الاتفاق على قيام هيئة المترو برصف الشوارع البديلة لتلك التى سيتم العمل فيها وإجراء بعض التعديلات بها ، كما تتم أعمال نقل مرافق مياه شرب وصرف صحى وكهرباء وتليفونات وغيرها التى تقتضى الضرورة نقلها مع أعمال التوسعة الجارية الآن فى فيصل ورفع كفاءة طريق المريوطية أسفل الدائرى لزيادة قدرته، ولفت إلى أننا وجدنا عدم واقعية بعض المعلومات المتوافرة لدى هيئة المترو وبعدها فى بعض الأحيان عن الواقع الفعلى، لذا فقد قامت إدارة مرور الجيزة بوضع مسارات أكثر واقعية. وحول أماكن أهم المحطات داخل نطاق المحافظة قال: إنها تبدأ من غرب الطريق الدائرى على حدود حدائق الأهرام، المتحف المصرى ، الرماية، الأهرامات، المريوطية، العريش، المطبعة، الطالبية، مدكور، المساحة، الجيزة. ونأتى إلى رئيس حى العمرانية الواقع فى نطاقه الحجم الأكبر من محطات مترو الخط الرابع وهو المهندس محمود فوزى، والذى قال إن محطات المترو فى الجيزة عددها عشر محطات، ست منها فى نطاق حى العمرانية وثلاث فى حى الهرم وواحدة فى حى جنوب، كما أكد أنه فى ضوء تعليمات الدكتور المحافظ نقوم بحملات مكثفة على الشوارع الرئيسية والفرعية لإزالة الإشغالات استعدادًا لبدء أعمال خط المترو الرابع فى النصف الأول من العام المقبل 2015، وهو ما يجرى فعلا منذ شهور، وسوف تنتهى توسعة فيصل لأنه العامل الأكبر فى استيعاب السيارات المارة ، وذلك قبل بدء الأعمال فى شارع الهرم والتى ستشغل نصف عرض الشارع بما يتراوح بين 6 و 8 أمتار من عرض كل اتجاه، لذلك ففتح المحاورالبديلة ورفع الإشغالات بات ضرورة ملحةعاجلة، ومن بينها الشوارع العرضية الرئيسية مثل شارع العريش الذى نكثف حملات المرافق به بالتنسيق مع الأمن للأسبوع الثانى على التوالى وإن كانت ظروف الأيام القليلة الماضية قد أبطأت عملنا لكننا مصرون على استكماله ، وكذلك شارع عز الدين عمر وخلال أيام فى شارع ضياء ذى الإشغالات التجارية الكثيرة إضافة الى شارعى كفر طهرمس وأحمد لطفى السيد، كما أن هناك أعمال رفع كفاءة ورصف طريق المريوطية بداية من منزل الطريق الدائرى وحتى شارع الهرم ورفع كفاءته، إضافة الى شارع ترعة الزمر قبل نفق الهرم لأنه محور مهم وحيوى. وقبل أن ننهى التحقيق يبقى تساؤل محير : لماذا لانتعامل مع هذا الظرف بشكل يتجاوز الروتين بإعطاء صلاحية للمحليات بفتح الجراجات المغلقة أسفل العقارات المكونة من أربعة أدوار فأكثر، كذا الدور الأرضى لاستيعاب سيارات السكان من ناحية وتوسعة الشوارع من ناحية أخرى اضافة الى فض الصراع حول أماكن الانتظار فى شوارعنا الآن !