رحب الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند بما سماه «شارلى إبدو التى ولدت من جديد» بعد نفاد طبعتها الجديدة فور صدورها فى وقت قياسي، فى الوقت الذى تصاعدت فيه موجات الانتقاد من دول العالم الإسلامى إثر تحدى المجلة الفرنسية مجددا لكل القيم الإسلامية ومشاعر المسلمين باسم حرية التعبير. وذكر أولاند خلال مشاركته فى اجتماعات معهد العالم العربى لدعم العلاقات بين بلاده والعالم العربى أن شارلى إبدو على قيد الحياة وستبقى كذلك. وأضاف أن «بإمكانك قتل الرجال والنساء، لكنك لا تستطيع قتل أفكارهم»، وأكد أن المسلمين أنفسهم هم أكثر ضحايا التطرف وعدم التسامح. وتزامن ذلك مع مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علماء الإسلام بتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ،والتشديد على الفصل بين العقيدة الإسلامية والإرهاب الذى يمارسه إسلاميون. ورأت ميركل فى بيانها الحكومى أمام البرلمان أمس فى برلين أنه من الضرورى الإجابة على التساؤل بشأن السبب وراء استخدام القتلة الدين الإسلامى فى تبرير جرائمهم، وقالت إن على علماء الإسلام الآن أن يجيبوا على هذه الأسئلة. فى الوقت نفسه انتشرت حالة من الغضب فى عدد من دول العالم الإسلامي، بما فيها تلك التى يصفها الغرب بالمعتدلة، عقب نشر العدد الجديد من شارلى إبدو الذى حمل رسوما جديدة للرسول صلى الله عليه وسلم. فبعد إدانة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لإعادة نشر رسوم جديدة مسيئة، انتقد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى الرسوم الجديدة قائلا : «إننا نذهب إلى فرنسا للوقوف ضد التطرف والإرهاب والكراهية ولندعم مسلميها، ولكن صحيفة شارلى إبدو تسيء وتزرع بذور الفتنة من جديد». وتظاهر مئات الأشخاص فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها «إلا النبى محمد» و»لست شارلى إبدو» و»لا لشتم معتقدنا». وشهدت دول أخرى مثل باكستان وتركيا والفلبين مظاهرات مماثلة. وندد كذلك رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو بالرسومات الجديدة أمس، معتبرا أن حرية التعبير لا تعنى «حرية الإساءة».