عادت صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة الي الصدور بعد اسبوع علي الاعتداء الذي تعرضت له و تبناه فرع القاعدة في اليمن ونشرت علي صفحتها الأولي امس رسما جديدا للرسول الكريم دامع العينين, بينما تهافت الفرنسيون امس علي شراء العدد الذي اصدره الناجون من اعضاء هيئة تحريرها من الهجوم الارهابي الذي خلف12 قتيلا حيث وزعت اكثر من5 ملايين نسخة ب5 لغات في20 بلدا. ووقف آلاف الفرنسيين في طوابير طويلة للحصول علي العدد حتي نفاده بالكامل, وبينما تجرأت الصحيفة ورسمت النبي دامع العينين ويحمل يافطة انا شارلي شعار ملايين المتظاهرين الذين نزلوا الي الشارع في فرنسا والخارج لادانة الهجمات الجهادية التي استهدفتها, سرعان ما صدرت ردود الفعل المنددة والتحذيرات في العالم الاسلامي. فقد أدان الأزهر وإيران ومفتي القدس ما اعتبروه إهانة لملياري مسلم في العالم, واعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هذه الخطوة ليست من الحكمة. وفي جنيف دعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الي الاحترام المتبادل للقيم و المقدسات في عالم فيه وجهات نظر وثقافات وحضارات مختلفة. لكن في فرنسا دعت اكبر منظمتين لمسلمي فرنسا, المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية واتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا, المسلمين الي التحلي بالهدوء و احترام حرية الرأي. جاء ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه تنظيم داعش نشر الصحيفة الساخرة رسوما جديدة خطوة بالغة الحماقة. وفتح في فرنسا54 تحقيقا قضائيا بتهمة الاشادة بالارهاب و التهديد بارتكاب أعمال إرهابية وطلبت وزيرة العدل كريستيان توبيرا من النيابة العامة اظهار حزم في هذه القضايا. واعتقل الفكاهي الفرنسي المثير للجدل ديودونيه في اطار تحقيق مماثل. وكما توقع العديد من المحللين السياسيين بأنه سيكون لفرنسا رد فعل مثل ذلك الأمريكي بعد هجمات11 سبتمبر والمتمثل في غزو العراق, جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في خطاب وجهه إلي القوات المسلحة الفرنسية امس بأن فرنسا ستنفذ عمليات في العراق بشكل اكثر كثافة, واوضح للعسكريين علي متن حاملة الطائرات شارل ديجول التي ستشارك في توسيع العمليات العسكرية في بغداد إن السفينة الفرنسية مستعدة لدعم العمليات ضد تنظيم داعش في العراق. كما أعرب أولاند عن أسفه حيال عدم تصرف المجتمع الدولي في وقت مناسب علي نحو اكبر في سوريا.