احتفل قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة اعرق أقسام اللغة اليابانية فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى فى شهر نوفمبر الماضى من العام 2014 بمرور 40 عاماً على نشأة القسم فى احتفالية كبرى بجامعة القاهرة... وتأتى زيارة رئيس وزراء اليابان لمصر غدا لتعزز حديثنا أيضاً حول ما يعكسه قسم اللغة اليابانية فى جامعة القاهرة من قوة ناعمة من قبل اليابان لنشر الثقافة اليابانية فى منطقتى الشرق الأوسط والعالم العربى... فمنذ نشأة القسم عام 1974م بعد حرب أكتوبر 1973م مباشرة وأزمة النفط على المستوى العالمى.. حيث شعرت دولة اليابان بالحاجة الملحة للتقارب من الشرق الأوسط والعالم العربى وخاصة أن مصر القوة المركزية فى العالم العربى, فأول ما فكرت الحكومة اليابانية فى تأسيس هذا المركز التعليمى فاتجهت الى مصر القوة الفعالة والمؤثرة فى منطقتى الشرق الأوسط والعالم العربى. اقترحت الحكومة اليابانية على الحكومة المصرية بالحاجة القوية لتأسيس قسم اللغة اليابانية فى جامعة القاهرة أعرق الجامعات العربية,وذلك فى عهد الرئيس الراحل/ محمد انور السادات ...شعرت دولة اليابان أن التقارب السياسى مع العالم العربى لا يتم الا عن طريق الجسر الثقافى لتحقيق المنافع المتبادلة بين دول العالم العربى ودولة اليابان... ففى بداية نشأة القسم عام 1974 كأول مؤسسة تعليمية كان بواسطة خبراء يابانيين متخصصين اوفدتهم الحكومة اليابانية وتكلفت الكثير من مرتبات لهؤلاء الخبراء، علاوة على الوسائل التعليمية من معامل تعليمية ووسائل سمعية وبصرية لتعليم اللغة والثقافة اليابانية... وتكلفت ملايين من العملة اليابانية فى الانفاق على المبعوثين من خريجى القسم وابتعاثهم الى الجامعات اليابانية للحصول على الماجستير والدكتوراه... وتحملت أيضاً المؤسسات الثقافية اليابانية نفقات مالية من أجل تدريب كوادر خريجى القسم وتدريبهم على جميع الفنون الثقافية اليابانية من فن تنسيق الزهور وفن طقوس الشاى اليابانى التقليدى وغيرها من الفنون اليابانية. فزرعت الحكومة اليابانية البذرة عام 1974م وكان الحصاد بعودة المبعوثين الدارسين من اليابان عام 1987م للتدريس بالقسم وتصدير بعض هذه الكوادر البشرية لتأسيس أقسام لغة يابانية على المستوى المحلى مثل قسم اللغة اليابانية بجامعة عين شمس وجامعة اسوان وايضا بالجامعات الخاصة مثل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والمعهد العالى للسياحة والفنادق... وفى العالم العربى مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية ودولة قطر...هذا على النطاق الأكاديمى، وايضاً على النطاق السياحى... أصبح العديد من خريجى القسم مرشدين سياحيين باللغة اليابانية...وكانوا الجسر الفعال فى تفعيل العلاقات بين مصر واليابان فى مجال السياحة... علاوة على قيامهم بتأسيس الشركات السياحية التى تخدم السائح اليابانى فى مصر... وهناك بعض خريجى القسم الذين يعملون بسفارة دولة اليابان بمصر وغيرها من الهيئات اليابانية الدولية مثل «الجايكا» الوكالة اليابانية للتعاون الدولى والمؤسسة اليابانية الداعمة لتعليم اللغة والثقافة اليابانية. والجدير بالذكر أن بعض خريجى القسم أيضاَ استطاعوا تقلد المناصب الدبلوماسية بسفارة مصر بطوكيو وبالسفارات العربية بدولة اليابان...أما فى الشأن التجارى فقد استطاع بعض خريجى القسم إنشاء الشركات التجارية وتعمل على انعاش التبادل التجارى بين البلدين. وانتشرت بفضل هذا القسم الكثير من المراكز والجمعيات الثقافية اليابانية الخاصة التى تهتم بتعليم اللغة والثقافة اليابانية...وعليه انتشرت فى الآونة الاخيرة ثقافة الأكل اليابانى مثل الطعام اليابانى «السوشي» بين الشباب المصرى وثقافة الانيمه والكارتون اليابانى مثل «الكابتن ماجد» و«درايمون» وغيرها... وأيضاً ثقافة «النينجا» وثقافات يابانية أخرى دخلت مصر والعالم العربى ومدبلجة باللغة العربية... وفى أواخرالقرن الماضى دخلت الكلمات اليابانية فى قاموس الحياة المصرية كلمة «تسونامي» و«الساموراى» و«والجودو» و«الكاراتيه» وكلمة «الكابوكى» التى انتشرت وقت افتتاح دار الأوبرا المصرية بمعونة يابانية... والكلمات اليابانية الأخرى التى يرددها شباب مصر عند مشاهدتهم افلام الكارتون اليابانى واسعة الانتشار فى العالم العربى. وانتشر أيضا على المستوى الاعلامى المسلسل التليفزيونى اليابانى «اوشن» الذى كان العائلة المصرية تنتظره بشغف شديد لمشاهدته... وهناك بعض الشركات التى تحمل أسماء يابانية مثل «اوشن» و«ساكورا» وكلمة «فوجى» نسبة الى اشهر جبل فى اليابان. حقا إن اللغة اليابانية - القوة الناعمة لنشر الثقافة اليابانية فى العالم العربى ولها دور أساسى فى توطيد العلاقات السياسية بين مصر واليابان. لمزيد من مقالات د. كرم خليل سالم