فور طرحه فى الأسواق أمس نفد العدد الأول من صحيفة "شارلى إبدو" الهزلية الفرنسية بعد الإقبال الكبير على شرائها لمتابعة الرسوم الجديدة المسيئة للرسول ، والتى تنشرها من قبيل التحدى ، عقب الاعتداء الذى قضى على هيئة تحريرها الأسبوع الماضي. وكان العديد من أصحاب أكشاك بيع الصحف يرددون لزبائنهم "لم يعد لدينا أعداد" مما جعل العديدين منهم يشترون "لو كانار انشيني" أكبر صحيفة أسبوعية ساخرة فى فرنسا والتى خصصت صفحتها الأولى لشارلى إبدو. وعلى الصفحة الأولى للعدد الذى أعده "الناجون" من فريق تحرير شارلى إبدو، يظهر رسم يصور النبى محمد صلى الله عليه وسلم بزى أبيض يذرف دمعة حاملا لافتة كتب عليها "أنا شارلي" شعار ملايين المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع فى فرنسا والخارج للتنديد بالهجوم على الصحيفة الذى أوقع 12 قتيلا فى الأسبوع الماضي. وصدرت الصحيفة بثلاثة ملايين نسخة مقابل 60 ألفا فى المعتاد مترجمة إلى عدة لغات منها الانجليزية والتركية والإسبانية، ونقلت العديد من صحف العالم الصفحة الأولى لهذا العدد الاستثنائى الذى تم إعداده فى مكاتب صحيفة ليبيراسيون اليسارية الفرنسية التى احتضنت من تبقى من أسرة شارلى إبدو. وقد استفزت الصحيفة مشاعر أصحاب الديانات المختلفة عندما قالت إنها تعرضت لمعجزات فى الأسبوع الماضى لم يتعرض لها الأنبياء والقديسون مجتمعين، وأن المشاركين فى مسيرة باريس المليونية الأخيرة فاق عددهم من يحضرون أى قداس. وإزاء ذلك، دعت أكبر منظمتين لمسلمى فرنسا المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية، المسلمين إلى "الحفاظ على هدوئهم، واحترام حرية الرأي"، فيما كشفت صحيفة «لو كانار انشيني» الساخرة أنها تلقت تهديدات غداة المجزرة تحذرها بان "دوركم آت". وعلى الصعيد الرسمى أعلنت الحكومة الفرنسية أن "فرنسا فى حرب ضد الإرهاب والإسلام المتطرف وليس ضد ديانة". فى الوقت نفسه، أقر مسئولون أمنيون بوجود "ثغرات" فى مراقبة منفذى اعتداءات باريس تزامنا مع إعلان رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس عن إجراءات جديدة لسدها مثل وضع بيانات حول المدانين بالإرهاب. وفى سياق متصل ذكرت الولاياتالمتحدة أن صحيفة شارلى إبدو الساخرة لها الحق "تماما" فى نشر صور للنبى فى عددها الأخير رغم احتجاج بعض المسلمين. وأعرب البيت الأبيض عن مخاوفه حيال موجة من معاداة السامية فى أوروبا عموما وفرنسا خصوصا.