رصدت 11 منظمة لحقوق الانسان فى أحدث زيارة لمنطقة مجمع سجون طرة ثلاث تغيرات طرأت على حالة وأوضاع السجون شملت زيادة الاهتمام النسبى من إدارة السجون بالتعليم ومحو الأمية وعلاج السجناء واحترام حقوقهم الآدمية، وانخفاض نسبة الشكاوى من سوء المعاملة وتراجع مستوى الخدمات. ووثقت المنظمات عدة أرقام منها وجود تحسن نسبى أداء سجون طرة فى الاهتمام بحقين أساسيين من حقوق الانسان هما الحق فى التعليم والصحة من خلال الاحصائيات التى عرضتها مصلحة السجون، وتضمنت أن عدد الذين حفظوا القران الكريم بلغ العام الماضى 183 سجينا قام بتحفيظهم 12 سجينا يحفظون القرآن كاملا، ويتم منحهم مكافاة زيارتين استثنائيتين ومكافاة مالية قدرها 250 جنيه، و أن عدد الذين يتم محو أميتهم 654 سجينا يستعدون لأداء الامتحان فى 13 لجنة بالسجون، وحرصت مصلحة السجون على أداء 39 طالبا بكليات الحقوق والتجارة والحاسبات الآلية والهندسة والخدمة الاجتماعية والآداب، بالأضافة إلى 25 طالبا بالمعاهد العليا لامتحانات نصف العام خلال مدة حجزهم، كما رصدت حرص أداء السجون على حق السجناء فى تكوين أسر لهم بالسماح بزواج 12 سجينا بناء على طلبهم خلال فترة وجودهم فى السجن خلال عام 2014، بالاضافة إلى حالتين فى الشهر الأول فى 2015. ورصد "الأهرام" خمسة مشاهد إنسانية وقصص تنبض بالحياة خلال فى زيارة المنظمات، خلف كل جدار بمجمع سجون طرة على لسان سجناء ينتظرون انتهاء العقوبة القانونية أو الإفراج للخروج من خلف القضبان. المشهد الأول، فى داخل لجان امتحانات الطلاب الجامعيين، يقول يوسف عاطف الغرباوى ومحمد أحمد سعيد الطالبين بالسنة الرابعة بكلية تجارة القاهرة ومحمد حمدى بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان أنه تم الاستجابة لتأديتنا لامتحانات نصف العام خلال فترة قصيرة بين تقديم الطلبات والحصول على موافقة النيابة العامة، ويحرص موظفو الكليات على الحضور قبل بدء الامتحانات وبحوزتهم أوراق الاسئلة ، لكن التحدى الذى يواجهنا فى قصر المدة الزمنية قبل أداء الامتحان للمذاكرة والاستيعاب للمواد الدراسية. المشهد الثانى، داخل عنبر مستشفى السجن يقول كرم أحمد أبو ليلة من قنا: انتظر إجراء عملية مياه بيضاء فى العين اليمني منذ أسبوع، بعد أن أصبحت مهددا بعدم القدرة على الإبصار بعد أن تم نقلى لطره من سجن الوادى الجديد، لكن مشكلتى الأساسية فى تعدد القضايا بسبب تبديد إيصالات أمانة، وأطلب من المنظمات مساعدتى فى معرفة مصيرى، أما محمد معوض فيقول نقلت من سجن 440 لإجراء جراحة بالعمود الفقرى وتركيب شريحة منذ 15 يوم وأقضى عقوبة سجن 3 سنوات للاتجار بالمخدرات، وأتمنى أن أظل داخل سجن طرة لآن المعاملة أفضل بينما يقول عبده عبد الكريم أنه يعانى من ضعف فى البصر ويستعد لاجراء جراحة بها بعد ان قضي 7 سنوات ولم يبقي سوى شهر واحد على انتهاء المدة ويتعجب من عدم خروجه بنصف المدة مثلما حدث مع سجناء أخرين . المشهد الثالث، فى داخل مجمع الورش بسجن المزرعة بطرة يقول محمد أشرف أعمل بورشة المشغولات الحديد والاثاثات المعدنية أحصل على 195 جنيه شهريا تزداد حسب الانتاج مقابل عملى خمس ساعات يومية، وأستفيد من وجودى بالورش فى الاحساس بالحياة، بينما جمال حسن عبد المقصود يقول أعمل بالورشة منذ ثلاث سنوات من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ظهراالمشهد الرابع، إجراء حوارات جادة عن مشاكل السجناء واحتياجات السجون بين رؤساء المنظمات واللواء محمد راتب مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون واللواء ابو بكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية بقطاع حقوق الانسان واللواء جمال شعير مدير الادارة العامة للتأهيل الاجتماعى والتنمية واللواء حسام جاويش مدير ادارة المنطقة المركزية للسجون واللواء محمد الخلوصى مدير ادارة المباحث الجنائية بالسجون واللواء عصام كامل وكيل إدارة التأهيل الاجتماعى واللواء طارق عطية نائب مدير قطاع حقوق الانسان والعميد دكتور راضى عبدالعاطى بقطاع حقوق الانسان بوزارة الداخلية والعميد دكتور بركات المهدى مدير ادارة التعليم بالسجون. ويقول سعيد عبدالحافظ رئيس "ملتقى الحوار": لا ازدهار او تطور لحقوق الانسان وحقوق السجناء دون وجود علاقة تعاون واحترام متبادل بين وزارة الداخلية ومنظمات حقوق الانسان، لأن دورنا الحقيقى هو التواصل الجاد لحل مشاكل وهموم المواطنين مع مؤسسات الدولة، بينما يرى حازم منير رئيس "المؤسسة المصرية للتدريب" أن ما رأيناه داخل سجون طرة يدل على تطور على مستوى المؤسسة العقابية وهو تطور ايجابى لكن مازال امامنا طريق طويل فى الجهود المبذولة لبناء مؤسسة تدريبية وتأهيلية لتحويل السجون من مؤسسات عقابية الى مناطق لاعادة التأهيل . المشهد الأخير، فى قاعة الزيارة لأسر السجناء، تقول عطيات محمود والدة السجين محمد سالم: أحضر لزيارة أبنى كل عشرة أيام إلى 15 يوما، ولا أجد صعوبة فى استخراج تصريح الزيارة ويتفق معها أحمد عبدالمنعم ويقول: أحضر لزيارة ابنى فى الاستئناف منذ 32 شهرا بمعدل زيارة كل 15 يوما