أكد عدد من الخبراء ضرورة المواجهة المدروسة لظاهرة المواقع الارهابية التى تستغل ما سموه «الجهل الالكتروني» وأكدوا أن هذه المواجهة حان وقتها ولايجب التباطؤ فى تنفيذها من خلال إصدار تشريع قانونى رادع. ووضع شروط ملزمة للمشتركين بعدم استخدام الانترنت فى أى أعمال تضر البلاد ، ويأتى ذلك بعد أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى دول العالم الى مكافحة الاٍرهاب ووجه دعوته الى الاممالمتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة لاغلاق المواقع التكفيرية والإرهابية على شبكات التواصل الاجتماعى التى تدعو الى القتل والتكفير . ويشرح لنا الدكتور جمال مختار خبير المعلومات والشبكات الالكترونية ان هناك مجموعات من فئات مختلفة تسيء فهم استخدام التقنية الالكترونية بشكل خاطئ فهناك سلبيات كثيرة ولكن المشكلة الرئيسية تكمن فى كيفية استخدام الفيس بوك فى تكوين مجموعات ضد الحكومة وانتشار الشائعات بين الجموع وذلك يظهر التضامن بينهم حتى ان هناك عناصر متشعبة من خارج البلاد ولها أيد خفية لاستغلال الشباب والمواقف والظروف التى يتعرضون لها فى ظل الأحوال الاقتصادية التى يمرون بها ولذلك يجب حل هذه السلبيات عن طريق إصدار وتفعيل قانون لتجريم مثل هذه الأفعال من الجرائم الالكترونية والردع للرد على المخالفات وغلق الفيس بوك. ويضيف ان هناك «جهلا إلكترونيا» على جميع المستويات، بمعنى ان الحرب بين الدول هى غزو المواقع عن طريق الانترنت ، وهناك اشتراطات أساسية عند الاشتراك او فتح صفحة شخصية على شبكة التواصل الاجتماعى تمنع نهائيا وضع اى شيء يحرض على القتل او العنف ، لكن للأسف لا احد يقرأ هذه الشروط والبعض يستغل «تجارة الأمية الالكترونية»، وهى ليست فقط كيفية فتح او إغلاق الفيس لكن هناك تقنيات خفية كثيرة . ويقول المشكلة الكبرى هى أنه لابد من الاستعانة الكوادر الشبابية من سن 13 الى 26 عاما ، كما تفعل شركة المايكروسوفت لانها تعتبرهم النواة العقلية للكمبيوتر، حتى انها تستغنى عن موظفيها فى عمر 35 اى معاش مبكّر لذلك لابد من استخدام هؤلاء الشباب بدلا من ان تستخدمهم وتستغلهم جهات أخرى غير معلومة. ويضيف أننا فى حاجة الى برنامج لتعليم التربية الاجتماعية الالكترونية مثلها مثل دراسة التربية الوطنية وبث برنامج اعلامى يطلق عليه شعار «اعرف عدوك» الذى كان موجودا فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأن الانترنت ما هو الا ناقوس خطر يدق الأبواب ، لذا لابد من ان تكون هناك رقابة أسرية ، وايضا ان يكون هناك دور للتنوير الالكترونى ومحو الأمية الالكترونية للقضاء على مثل هؤلاء المخربين . ويضيف : لقد صدر لى كتاب بعنوان الفيسبوك عدو ام صديق عام 2008 . وعلى الجانب الاخر يرى المهندس اسامة سامى خبير أمن المعلومات بالنايل سات انه يتفق مع ضرورة غلق مثل هذه المواقع التى تبث وتحرض على العنف والقتل والارهاب وذلك عن طريق الشروط التى يلتزم بها اى شخص يتعاقد مع اى شركة اتصالات لاستخدام الانترنت ، فمن ضمن تلك الشروط القانونية التى يوقع عليها شروط أمنية منها إلزام الشخص المشترك بمنع نشر كل ما يسيء للديانات وخصوصيات الدول المختلفة وتحريض قتل الانفس او بث قيم دون القيم ، من هنا من حق اى شركة إنترنت ان توقف وتغلق هذا الموقع التابع للشخص المشترك، او اذا كان غير معروف ، وهناك طرق مختلفة للوصول اليه عن طريق جهاز الكمبيوتر الذى يستخدمه بتعريف عنوان او رقم ال(اى بى ) الذى يتصل بشركة الاتصالات الام التى تخاطب الشبكات الدولية من خلال كابلات الانترنت البحرية العالمية ، فهناك تعاون دولى بين مختلف الدول من خلال توقيع عقد ميثاق لتبادل المعلومات ، ولكن يجب ابرام اتفاقيات أمنية بين الدول بعضها ببعض على غرار النشرة الحمراء للإنتربول الدولى لمساعدة الدول على الحصول على المعلومات الوافية عن الخلايا التى تتخذ من بعض الدول غير المغطاة باتفاقيات أمنية وتنشر من خلال هذه الدول عملياتها الإرهابية ، وعلى سبيل المثال هناك برامج تحدد موقع الأشخاص الذين يهددون الأمن القومى عن طريق شبكة الاتصالات الاجتماعية . ويقوم هؤلاء الإرهابيون باستغلال الانترنت من خلال تبرعات لأعمال وهمية لدعم أنفسهم وايضا يقومون باستخدام الجيل الثالث للإنترنت، لاستخدام الانترنت بسرعة فائقة ونقل رسائلهم التى تندرج تحت صنع الأسلحة والقنابل وبث الأخبار التخريبية وايضا تجنيد أعضائه من مختلف دول العالم ، الاٍرهاب المعلوماتى ما هو الا الاستغلال بالإنترنت عن معلومات خاصة وسرقتها من على صفحة الفيس ويمكن تتبع هؤلاء من شبكتهم ويتم التشويش عليها وتعطيلها بايقاف الخط المتوصل اليها. من هنا نناشد بإنشاء مجلس أمن قومى لتكنولوجيا المعلومات لحماية الدول والمشتركين ورصد الإرهابيين ويجب علينا ان نسارع باتخاذ إجراءات رادعة قبل الدخول فى عالم الانترنت الفضاءى المتصل بالاقمار الصناعية ونواجه أزمة اكبر.