قال حيدرى العبادى رئيس الوزراء العراقى، إن المحادثات التى أجراها مع القيادات المصرية على مختلف المستويات، أسفرت عن اتفاق على تكثيف التعاون العسكرى والأمنى بين مصر وبلاده، وأضاف أنه سيتم فى هذا السياق تفعيل التعاون الاستخباراتى بشكل خاص فى ظل المخاطر المشتركة التى يواجهها البلدان من جراء تنامى الجماعات الإرهابية فى الآونة الأخيرة. ولفت العبادى - خلال الندوة الخاصة التى نظمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بمناسبة زيارته للقاهرة والوفد المرافق له بحضور الدكتور ضياء رشوان رئيس المركز - إلى أنه تم الاتفاق على العمل على زيادة حجم التبادل التجارى الذى يبلغ فى الوقت الحالى نحو مليار دولار وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادى بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، مشددا على أن بلاده منفتحة لاستقبال المزيد من الشركات المصرية للمساهمة فى المشروعات المختلفة.ونبه العبادى إلى أهمية توسيع التعاون والتواصل بين الأزهر والمرجعية الشيعية فى النجف، معتبرا أن كليهما يتسم بالاعتدال والوسطية وقال إنه ستتم إعادة الحوار بين المؤسستين خلال المرحلة المقبلة بعد فترة الانقطاع فى الآونة الأخيرة. وأكد رئيس الوزراء العراقى، أن زيارته للقاهرة تعكس استمرارا لسياسة الانفتاح التى تنتهجها حكومته على الدول العربية ودول الجوار، وذلك لحشد الجهود المشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر الراهنة فى مقدمتها خطر الإرهاب الذى يجسده بوضوح تنظيم "داعش ". وقال العبادى، إنه لن يكون بمقدور الأمة العربية النهوض، إذا ظلت فى دائرة الصراعات والنزاعات والحروب التى أدت فى السنوات الأخيرة الى تدمير إمكاناتها وقدراتها. ورأى العبادى أنه يتفق مع رؤية القيادة المصرية فى ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب وليس من خلال المواجهة العسكرية والأمنية فحسب، ولكن عبر البحث عن جذوره وهو ما يعد أخطر مراحل المواجهة من خلال تصورات سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية. وأكد ضرورة تعاون القاهرة وبغداد اقتصاديا لمواجهة مثل هذه المخاطر، خاصة أن الجانبين يمتلكان قدرات يمكن أن تشكل أرضية قوية لتكامل اقتصادى، مبديا رغبة بلاده فى تعميق التعاون مع مصر وبناء منظومة إقليمية عربية تكون قادرة على تجسيد تشابك المصالح العربية. وحذر رئيس الحكومة العراقية مما وصفه بتفاقم الاستقطاب الطائفى فى المنطقة العربية والذى لم يعد مقتصرا على الصراع بين السنة والشيعة، وإنما بات داخل كل مذهب أو طائفة دينية أو إثنية وهو أمر ينطوى على مخاطر جمة إن لم يتم تداركه.