فى مرحلة الإعداد لغزوة أحد، لم يُجز رسولُ الله رافعَ بن خديج، وسمُرة بن جندب لصغرهما على المشاركة فى قتال المشركين. لم يفرح الشابان بالخبر (ويقولان بركة ياجامع)، بل أحزنهما ردُ رسول الله لهما، فصنعا حيلا ليجيزهما رسول الله، إذ قام رافعٌ يمشى على أطراف أصابعه، ليرى النبىُ طوله وقامته فيجيزه، وعزز موقفَه أيضا، أن أخبرَ أبوه النبى بأنه يجيدُ الرمى، فأجازه المصطفى، فحزن سمُرة بن جندب، ذو الهمة العالية، للأمر، إذ كيف يُجيز المصطفى رافعا ويرده؟ فقام إلى النبى مُستفهما استفهام المُتعطش للعلم لا المُستنكر فقال: كيف تُجيز يارسول الله رافعا، مع أنى أقوى منه وإن صارعنى صرعته؟ فأمر النبي أن يتصارعا، فلما هزم سمُرة رافعًا، أجازه النبىُ هو الآخر. واقعة تُبرز مدى همة الشباب، وحرصهم على طاعة الله ورسوله، تلك الطاعة التى تصير معها النفسُ رخيصة، لا تخاف الموت، بل تحرص عليه حرصها على الحياة ! إن شباب اليوم، هم أمل الأمة، ورجال المستقبل، فحرىٌ بنا النهوض بهم، وإعدادهم لصنع مستقبل أفضل لبلدنا مصر. إن حملة الإعلام المسعورة ببرامجها الموجهة، وأفلامها الهابطة - التى تتدنى بالذوق والأخلاق، وتهبط بهمم الشباب، وترنو إلى تسطيحهم فكريا ومعرفيا، فينسون موقف علي بن أبى طالب الذى نام فى فراش النبي ليلة الهجرة وهو دون العاشرة غير هيّاب للموت، مكترث بسيوف قريش، ويحرصون على مشاهدة ( توم وجيرى)، أو يدمعون لفراق( مهند لنور)، أو يمصمصون الشفايف، أمام مشاهد العرى والإثارة - هى نوعٌ من المسخ الفكرى المُراد لشبابنا، فلابد أن ننتبه. إن أمل أمتنا معقودٌ فى شبابها، فلابد أن تتاح لهم الفرص، ويشاركوا فى حياة مصر السياسية،كنوع من رد الجميل، وتجديد الدماء، خاصة أنهم كانوا شرارة ثورة 25 يناير، التى أطاحت بنظام جثم على صدورنا أكثر من 30 سنة، أذاقنا خلالها ويلات العذاب، وأصابنا بالمرض والفقر والحرمان. إن مصر بحاجة إلى صحوة الشباب، ومشاركتهم فى البرلمان القادم، والحكومات المتوالية، ليشاركوا فى صنع مستقبلهم، ومجد أمتهم، دون الاستغناء عن حكمة الشيوخ التى تقدم لشبابنا تجارب السابقين على طبق من ذهب، وتعيدهم إلى الجادة إذا اعتراهم الزلل. إن أى أمة هى مجموع أبنائها، ونجاحها مرهونٌ بمشاركة الجميع: أطفال وشيوخ، شباب وكهول، رجال ونساء، فى ماراثون بنائها، دون تقليل لجهد، أو تحقير لعمل. وأخيرا دعونا نتفق أن توحيد الصف، والزج بالشباب فى حياتنا السياسية، وإتمام ما بدأه السابقون، هى ضمانات اكتمال البناء ونهضة بلدنا الحبيب مصر. Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى