لم تكن الأرض بمحض الصدفة مصدر إلهام لكثير من الفنانين, فهي سر الحياة وهي البداية والنهاية في حياة كل إنسان فمنها خلقنا واليها نعود.. وعنها أبدعت أقلام الشعراء. ورسمت أروع المناظر. وتناولت أنامل النحاتين طميها لتجسد الأشكال فتتآلف الخطوط في تناغم ليعزف الصمت أروع الألحان. وقد أدرك الفنان محمد مندور هذه اللغة منذ نعومة أظافره, فقد نشأ في الفسطاط الحي الشهير بصناعة الفخار. فتعلم منذ الصغر كيف يحاوره ليصنع منه أعمالا فنية لها سمات خاصة ينفرد بها عن غيره. فكان دائم التأثر بالرموز الشعبية والتراث الإسلامي المصري فغلب علي أعماله عبق التاريخ بادراك واع وحرفية عالية في تجسيد الأشكال للوصول لصياغة فنية معاصرة. يظهر ذلك جليا بجاليري قرطبة حيث يعرض للفنان30 عملا فنيا من فن الخزف بأشكال وأحجام متنوعة في غاية الرقة والجمال. ويستمر المعرض حتي20 من الشهر الحالي.