الخزف طريق «مندور» إلي العالمية

فنان موهوب بالفطرة بحكم نشأته بفواخير الفسطاط، تتلمذ علي يد أشهر النحاتين في عصره، فأحيا التراث المصري بصورة معاصرة، من خلال براعة أنامله وإحساسه العالي، في تحويل الطين الأصم إلي تحف فنية، زينت معارضه التي جابت الكرة الأرضية شرقًا وغربًا، وكانت له بصمته البارزة بأشهر المتاحف والمراكز الثقافية والتجارية بمصر والعالم، إنه الفنان العالمي محمد خليل محمد مندور.
مندور عمل منذ طفولته بفواخير الفسطاط بمصر القديمة ثم التحق عام 1967م بأتيليه حلوان الذي أنشأته الفنانة صفية حلمي حسين والراحل أحمد حسين هجرس الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، وهناك التقي بفنانين وأكاديميين ومثقفين، اكتسب منهم خبرة وثقافة مكنته من خلق بصمة خاصة لأعماله، استطاع مندور في أعماله المزج بين الأساليب الفرعونية والتقليدية والحديثة. وكان هدفه هو إحياء التراث المصري بصورة معاصرة، ثم اتجه إلي دراسة الخزف ومن خلاله تعمق في الوحدات الزخرفية والفن الإسلامي وبرع مرة أخري في المزج بين الفن الإسلامي والقبطي.
ولم يكتف مندور بذلك فقد صقل موهبته بدراسة الكيمياء لإتقان خصائص الألوان ومع الوقت أصبح ماهرًا في تركيب ألوان خاصة به معتمدًا علي اللونين الأسود والأبيض. وشيئًا فشيئًا صارت له مشاركة بارزة في العديد من المعارض والتي شارك في بعضها مع فنانين آخرين نجح من خلال لمسته الفنية المميزة الحصول علي العديد من الجوائز من خلال المسابقات التي تنظمها وزارة الثقافة مثل جائزة الفنون التشكيلية في الخزف من المركز الثقافي الفرنسي، والهيئة العامة للثقافة الجماهيرية بالقاهرة.
مع الوقت بدأ نشاطه يصل إلي المعارض الدولية فأقام أكثر من 30 معرضًا لأعماله في مصر والعديد من الدول العربية والأوروبية كالبحرين، سوريا، إيطاليا، النمسا، فرنسا من خلال 7000 قطعة خزفية. تم اختيار مجموعة منها في العديد من المتاحف والمراكز الثقافية والتجارية علي مستوي العالم مثل الأكاديمية المصرية «بروما» والبنك الدولي ب«نيويورك» والمتحف الدولي للخزف بمدينة فينيسيا الإيطالية، متحف الفن الحديث بالقاهرة، وإلي جانب كل ما سبق فقد سجل الفنان محمد مندور بإحدي الموسوعات بسويسرا، واحتل المركز الثالث علي مستوي العالم كأفضل خزاف،
كما حصل أيضًا علي جائزة ترينال القاهرة الدولي الأول للخزف وجائزة «بينالي» القاهرة الدولي الثاني للخزف «بينالي» فينيسيا بإيطاليا، «بينالي» القاهرة الدولي للخزف، وهو الفنان الوحيد الذي حصل علي جائزة «بينالي» مرات متتالية، ومن بين الشخصيات الشهيرة التي تقتني أعمال الفنان محمد مندور. أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، والسيدة هدي عبدالناصر وعدد من السفراء الأجانب، حرص محمد مندور أن يكون له «جاليري» ثابت بسوق الفسطاط، وحاليًا يستعد لمعرض بالتعاون مع النحاتة د. مريم جيد والذي من المقرر أن يقام بمتحف «مختار» ولأن «ابن الوز عوام» لذلك طبيعي جدًا أن يتخرج أبناء مندور الأربعة «هاني - شادي - نهلة - نادين» في كليتي الفنون الجميلة والتربية الفنية.