أعرب الأزهر الشريف عن تقديره الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يتوانى أبدا عن تقديم الدعم له. وقرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر، عقد جلسات عمل متواصلة تبدأ اليوم لاستكمال عناصر ثورة التصحيح التى دعا إليها الرئيس السيسى فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف. وقال الدكتور عباس عباس شومان وكيل الأزهر إن شيخ الأزهر وجه فور انتهاء خطاب الرئيس، بتنفيذ ما جاء فيه. وأضاف أن ذكر الرئيس أنه يحمل شيخ الأزهر المسئولية أمام الله، يقتضى أن نبذل كل ما نستطيع لتحقيق التوجيهات التى دعا إليها السيسى فى خطابه الأخير. والتى بدأها بالفعل الأزهر منذ بدأ بإصلاح مناهج التعليم قبل سنة، وإصلاح الخطاب الدعوي، الذى أوشك من الانتهاء من المناهج المطورة لمرحلة التعليم ما قبل الجامعي، فيما يتعلق بجميع المقررات الشرعية والعربية، والتى تضمنت معالجات للقضايا المعاصرة كالإرهاب والإلحاد، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تستخدمها الجماعات الإرهابية كذريعة لتبرير أفعالها الإجرامية، وربط هذه المناهج بالعصر الحاضر، ومشكلاته وقضاياه لتكون بين أيدى الطلاب بداية العام الدراسى المقبل 2015_2016، وكذلك متابعة تنفيذ قطاع الوعظ بالأزهر لتبنى توصيات مؤتمر الأزهر الأخير لمكافحة التطرف والإرهاب، والتى كلف شيخ الأزهر أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بمتابعة تبنى الوعاظ لها بعد انتهاء المؤتمر بيوم واحد. كما وجه بتشكيل لجان برئاسته شخصيا لاستكمال عناصر تصحيح الخطاب الديني، وبحث سبل استعادته من خاطفيه من غير المتخصصين، ليكون مناسبا بروح العصر، متسما بسماحة الإسلام واستيعاب الآخر، ويقوى روح الانتماء للوطن، ويعكس صورة مشرقة لدى الدول التى شوهت صورة الإسلام فى أذهان مواطنيه نتيجة الممارسات الخاطئة لبعض المنتسبين إلى الدين الإسلامي. وأضاف وكيل الأزهر أنه سيتم أيضا تشكيل لجان مع الوزارات المختصة، كالشباب والتربية والتعليم والثقافة، ومختصين فى مجال الإعلام تبدأ عملها على الفور لتنسيق الجهود فى المجالات التى تتولاها كل وزارة ليكون العمل متناغما بين كل الوزارات والمؤسسات بما يحقق المقصود من الثورة الدينية التى دعا إليها الرئيس السيسي، مع استمرار الجهود فيما بدأه الأزهر من إنهاء الخصومات الثأرية لاسيما فى الصعيد بعد النجاح الكبير الذى تحقق فى صلحى أسوان وسوهاج، حيث وجه فضيلة الإمام لاستكمال تشكيل اللجان الفرعية فى جميع المحافظات، لتكون على اتصال دائم باللجنة الرئيسية العليا بمشيخة الأزهر التى يترأسها وكيل الأزهر، وأنه سيتم التنسيق بتشكيل هذه اللجان الفرعية بالمحافظات مع السادة المحافظين والجهات الأمنية والناشطين فى هذا المجال، كما سيتم تكثيف الجولات الخارجية لعلماء وقيادات الأزهر الشريف، وفى مقدمتهم شيخ الأزهر لتصحيح الصورة المغلوطة عن الشأن الإسلامى وحالة الدولة المصرية فى مختلف الدول، لاسيما الدول الغربية. وختم وكيل الأزهر أن هذا الأسبوع سيشهد فاعليات كثيرة على أرض الواقع يعلن عنها فى حينها، لأن الأزهر يعمل أولا قبل أن يتحدث. وأوضح الدكتور عباس شومان، أن المحاور الرئيسية لخطة الأزهر خلال المرحلة المقبلة، ترتكز حول تفعيل التعاون القائم بين الأزهر الشريف ووزارة الخارجية سواء على مستوى إيفاد الدعاة والأئمة للخارج أو من خلال استقدام الطلاب للدراسة فى الأزهر الشريف، ومساعدة الدعاة والمبعوثين للقيام بدورهم فى تصحيح مفاهيم الدين الحنيف، والتعاون بين الخارجية والأزهر الشريف لنشر قيم الإسلام المعتدل فى العالم، بإرسال المبعوثين إلى مختلف دول العالم، واستقبال عشرات الآلاف من الطلبة المسلمين سنويًّا من مختلف الدول فى إطار المنح التى تقدم سنويًّا للدراسة فى الأزهر الشريف، مثمنًا جهود الأزهر فى هذا الصدد باعتباره إحدى أدوات القوة الناعمة لمصر على مستوى دول العالم. واشار الى أنه تم إقرار خطة عاجلة لجولات الإمام الأكبر لآسيا وإفريقيا وأوروبا بالتعاون مع وزارة الخارجية لدحض الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم الشرعية الملتبسة بما يُسهِم فى إعلاء قيم ومبادئ الإسلام الحنيف ودحض الأفكار المتطرفة وتحرير المفاهيم المغلوطة التى تشوه صورة الإسلام. وأعلن أن الأزهر الشريف قرر التوسع فى إنشاء معاهد لتدريس المقررات الأزهرية باللغات الأجنبية بواقع معهد على الأقل فى كل محافظة، وتشكيل لجنة دائمة لمتابعة تنفيذ هذا المشروع، والتوسع فى إنشاء الكتاتيب فى القرى والنجوع والكفور؛ خدمة للناس جميعًا فى حفظ كتاب الله ومعرفة أحكامه الصحيحة وفقًا لمنهج الأزهر الشريف.