أحس المواطن المصري المغلوب على أمره دائما بطعم الفخر والحرية فها هي مصر أخيرا تضع رأسها برأس زعيمة العالم أمريكا وترفض كل وساطة للإفراج عن رعاياها المتهمين في قضية التمويل الأجنبي.. ورغم تهديدات أمريكا بقطع المعونة رفض المواطن المصري لي ذراعه فطعم الحرية عنده أحلي من طعم المعونة الملوثة بالذل والانكسار.. وتباري المصري الأصيل مابين المتبرع من قوت يومه وأولاده لإنقاذ الاقتصاد المصري وكأن المعونة الأمريكية هي طوق النجاة لنا ومابين من يطرح مبادرات مثل الشيخ حسان لجمع أموال المعونة من داخل وخارج مصر.. وكالمعتاد ظهر المعدن المصري الأصيل من أجل قضية لا تقبل القسمة على أثنين وهي قضية كرامة المواطن المصري.. وكان الأحد قبل الماضي وهو ليس ببعيد موعد المحاكمة وتم وضع المتهمين داخل قفص المحكمة ولكن ليس بينهم المتهمين الأمريكان فهم في حماية السفارة الأمريكية.. ولكن يحاول المواطن المصري أن يقنع نفسه أنها أول جلسة وخلال الجلسات القادمة ستجبر الحكومة المصرية الرعايا الأمريكيين بالمثول أمام القضاء المصري ولماذا لا يحدث ذلك ومصر ترفض أي طلب أمريكي يتعلق بهذه القضية. فجأة سكتت نبرة التهديد الأمريكية فتوقع المواطن المصري انتصاره علي العملاق الأمريكي وخلال ساعات تغير السيناريو وتحول الحلم الي كابوس، بداية تنحى المستشار محمود شكرى، رئيس محكمة جنايات القاهرة عن نظر القضية لاستشعاره الحرج بسبب تولي ابنه أعمال سابقة خاصة بالسفارة الأمريكية ولو كان هذا السبب صحيحا لماذا لم يرفض القضية من قبل؟! مازال السيناريو مستمرا... المستشار عبدالمعز إبراهيم يقول: إن الأمريكيين ممنوعون من السفر تقدموا إلى دائرة التظلمات باستئناف قرار منعهم من السفر على ذمة قضية التمويل الأجنبى للمنظمات الأهلية والمجتمع المدنى، وقامت المحكمة بفحص طلباتهم، وتبين أن المتهمين محالين على ذمة جنحة وليست جناية، وعقوبتها لا تتعدى غرامة 300 جنيه، فارتأت المحكمة بأن تخلى سبيلهم وترفع حظر منعهم من السفر بكفالة كبيرة يتم توريدها لخزينة المحكمة لتعود إلى الدولة وبالفعل قدم المتهمون شيكاً قابلاً للدفع بمبلغ 32 مليون جنيه.. وكعادة الأفلام الأكشن الأمريكية يصل رامبو الأمريكي علي متن طائرة عسكرية أمريكية خاصة إلى القاهرة قادمة من قبرص لنقل الأمريكيين المتهمين.. لينتهي الفيلم الأمريكي بنهاية غير متوقعة للمشاهد المصري ولكن دون نزول أسماء الأبطال الحقيقيين كما هو متبع وراء هذا الفيلم.. كالعادة انقسم المواطن المصري بين مهاجم للمجلس العسكري وأنه وراء تلك النهاية وبين مهاجم للحكومة والتي لم ترد ببيان أو تصريح توضح لنا "كل ده كان ليه" ولم يخرج مسئولا مصريا يعلن مسئوليته عن إطلاق سراح الأمريكيين، في الوقت الذي نأى فيه القضاة ورجال النيابة بأنفسهم عن القضية متهمين جهات غير معلومة بتسييس القضية.. وفئة تهاجم الأخوان وعندما يذكر كلمة أخوان فهي صفقة ولكن هذه المرة ليست مع المجلس ولكن مع أمريكا شخصيا فهناك مقابل سيحصل عليه الإخوان مستقبلا وهو تحالف جديد مع أمريكا بديلا عن التحالف العسكري والسماح بتكوين نموذج باكستاني وليس تركي بحيث يصبح الهيكل الإداري للدولة تحت سيطرة الإخوان ويتولى الجيش السياسة الخارجية من خلال رئيس قادم تحت سيطرة المؤسسة العسكرية.. ... سيناريوهات كثيرة شدت انتباه المواطن المصري عما يحدث في الشارع السياسي الآن وكالمعتاد الفاعل مجهول ولكن تبقي كلمة حق فهناك فرق بين أمريكا التي تحترم مواطنيها وتدخلت بكل قوتها وجبروتها حتي أفرجت عنهم وبين المسئولين المصريين الذين لا يتدخلون ولو بالسؤال عن رعاياهم في الدول العربية والأجنبية والتي تعج سجونها بالمواطن المصري الذي لم يجد سفيرا أو غفيرا يسأل عنه والأمثلة كثيرة منها المصريين الموجودين في السجون السعودية وكان رد الفعل المصري أن مصر تتابع وتتابع و تتابع بقلق واهتمام وترقب.... والسجن للجدعان. المزيد من مقالات عادل صبري