ذكرنى ما كتبه الدكتور / يحيى طراف بالبريد تحت عنوان (التعذيب الامريكي) الذى له حق الفيتو لدى منظمات حقوق الانسان .. ذكرنى ذلك البيت الشعرى الجميل لأمير الشعراء / أحمد شوقى والذى ذكره بآخر كلمته الدكتور/ طراف (مخطئ من ظن يوما أن للثعب دينا)بالأيام الخوالى الجميلة، بأيام دراستى بمدرسة ميت سويد الابتدائية المشتركة بالدقهلية، فقد كانت هذه القصيدة مقررة علينا بالصف الرابع الابتدائى بكتاب القراءة والمحفوظات وهى بعنوان (الثعلب والديك) والتى بكل أسف حرم أبناؤنا من دراستها منذ فترة، فلم تعد مقررة على أى صف من الصفوف الدراسية لما قبل المرحلة الجامعية فقد كنا ومازلنا نحفظها عن ظهر قلب لحلاوتها وطرافتها وما بها من مغزى عميق للجميع وقد ذكرنى هذا بأستاذ اللغة العربية حينها، الأستاذ/ سيد أبو السعود رحمه الله وكأننى أسمعه وأراه الان وهو يشرح لنا القصيدة قائلا خرج الثعلب يبحث عن طعام ولما تعب من كثرة تجواله خطرت له فكرة ماكرة تمكنه من اصطياد الديك، فلبس (العمة والكاكولا) وهو لباس الواعظين، ومشى فى الارض يدعو الناس للتقوى والصلاة بل زاد على ذلك أن طلب منهم أن يمتنعوا عن أكل الطيور ولورعه الشديد طلب من الناس أن يطلبوا من الديك أن يؤذن لهم بصوته الجميل لصلاة الصبح وأنه الثعلب سيؤمهم فى الصلاه، وبالفعل ذهب رسول الثعلب للديك وطلب منه ما أراده الثعلب ولكنه الديك كان أكثر ذكاء من الثعلب ففطن إلى ماكان يصبو إليه الثعلب وقال مقولته الشهيرة فى أخر القصيدة وتقول كلمات القصيدة: برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا .. ومشى فى الأرض يهذى ويسب الماكرينا ويقول الحمد لله إله العالمينا .. يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا.. وازهدوا فى الطير إن العيش عيش الزاهدينا ..واطلبو الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا .. عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا فأجاب الديك: عذرا يا أضل المهتدينا .. بلغ الثعلب عنى عن جدودى الصالحينا أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا .. مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا وأعتقد أن الثعلب لو أراد اليوم اصطياد الديك فسوف يرتدى البالطو الأبيض ليتقمص دور الطبيب طالبا من الديك الحضور إليه فورا لمداواته من (إنفلونزا الطيور)، وسوف يكون مطلع القصيدة كالآتى (مع الاعتذار لأمير الشعراء): برز الثعلب يوما فى ثياب المطببينا .. ومشى فى الأرض يهذى ويداوى المعتلينا د. حسام الدين أحمد سلطان