الثعالب حيوانات حذرة ولا تقرب البشر،وهي من الفصيلة الكلبية وتعيش علي اللحوم والصيد ،وحسب معجم المعاني الجامع ثَعْلبَ الرجلُ أي جَبُنَ ،وتحايل ،وراغ كالثعلب. عند إقران صفات الثعالب بالبشر فان ذلك يَدُل على المَكْر ،والخِدَاع والدّهاء، فيضرب للذي يحمل هذه الصّفات كالثّعلب المكّار وأروغُ من ثعلب، وروي أن عمرو بن الجموح ،وهو احد الصحابة بالمدينة كان له قبل اسلامه صنم اسمه مناف ،وكحال المشركين كان يقدسه ويطيبه ،إلا انه في صبيحة احد الأيام رأي ثعلبانا يبول فوق رأسه فانشد قائلا :ورب يبول الثعلبان برأسه ،لقد خاب من بالت عليه الثعالب... ليدخل الإسلام ويلقي ربه شهيدا في معركة أحد ،ويخلد بيت الشعر للدلاله علي مدي الهوان والذل في مختلف العصور،وفي واقعنا المعاش تحولت الثعالب الي أسود ،وبعد ان كانت تتقوت في الظلام ،وتخشي الظهور ،أصبحت توزع الإيمان والوطنية،وباتت الأمه تشهد تبولا رمزيا وفعليا من ثعالب بشرية خارجية وداخلية، وما نراه يوميا في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرهم خير شاهد ،أما في مصر فان الفصائل الثعلبية داخلية ،وخارجية تنشط ،كل من منطلقاته ضمن منظومة باتت واضحة تبدأ بإهانة القيم بأساليب بسيطة متدرجة وبمسميات خادعة، وتهوين وتشويه جميع الثوابت ،للدخول في الهدم مستغلين حالة الهوان للذين اصبحوا في حالة استهانة بقيمهم وبأنفسهم، وهيئوا للتفريط في كل شئ ، وأروع من عبرعن الحالة أمير الشعراء احمد شوقي بقصة الثعلب والديك الشعرية التي قال فيها:برز الثعلب يوماُ في ثياب الواعظينا ، فمشى في الأرض يهدي ويسب الماكرينا ،ويقول الحمد لله إله العالمينا ، يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا،وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا، واتركوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا،فأتى الديك رسولٌ من إمام الناسكينا عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا،فأجاب الديك عذراً يا أضل المهتدينا ،بلّغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا،عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعينا ،أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا مخطئٌ من ظنّ يوماً أن للثعلب دينا. لمزيد من مقالات محمد الأنور