مع اقتراب رأس السنة وظهور الكثير من الاحتفالات فى جميع دول العالم.. فإنه من الجميل التعرف على كيفية احتفال شعوب العالم المختلفة بتلك المناسبة، حيث يوجد الكثير من العادات والتقاليد والغرائب. ويرجع أول مهرجان عرفه التاريخ احتفالاً برأس السنة الى مدينة بابل، التى تقع آثارها بالقرب من مدينة الحلة الحديثة فى العراق، واحتفل البابليون بعيد رأس السنة فى الاعتدال الربيعي، أى أواخر شهر فبراير، وتبدأ الاحتفالات مع بدء الربيع وتستمر أحد عشر يوماً، مما يجعل احتفالات عصرنا الحالى تبدو باهتة إذا ما قورنت بها، رغم كل مظاهر البهجة والبذخ. وتبدأ الشعائر الاحتفالية الدينية، عندما كان يستيقظ الكاهن قبل الفجر بساعتين، فيغتسل فى مياه الفرات المقدسة، ويرفع ترنيمة الى ماردوك اله الزراعة الاكبر، متوسلاً اليه أن يكون الموسم الجديد ذا عطاء وفير. وكان الطعام والشاربة الثقيلة تستهلك بكثرة، ليس من أجل المتعة فقط بل لسبب اكثر اهمية، بأن تكون كعربون تقدير للاله ماردوك الذى أنعم عليهم فى حصاد العام المنصرم، وفى اليوم السادس من الاحتفال تعرض مسرحية المهرج المتنكر والتى تقدم الى آلهة الخصب، وتتبع بعرض ضخم ترافقه الموسيقى والرقص وبعض التقاليد التى تبدا عند المعبد وتنتهى فى ضواحى بابل ضمن بناء خاص يدعى دار السنة الجديدة. احتفالات الرومان أما الرومان فكانوا يحتفلون فى الخامس والعشرين من مارس، او يوم بداية الربيع بعيد راس السنة الجديدة. الا ان الاباطرة ورجال الدولة كانوا يحاولون باستمرار التلاعب بطول الاشهر والسنين لكى يطيلوا فترة حكمهم المخصصة لهم، ولم يعد تاريخ التقويم يتزامن مع المقاييس الفلكية بحلول العام 153 ق.م. لذا راى المجلس الرومانى الاعلى ضرورة تحديد العديد من المناسبات والاعياد العامة. فاعلن الاول من يناير بداية للعام الجديد. وعند الفراعنة : ومن اقدم التقاليد التى ظهرت مع الاحتفال بعيد رأس السنة لدى الفراعنة صناعة الكعك والفطائر، والتى انتقلت بدورها من عيد راس السنة لتلازم مختلف الاعياد. وكانت الفطائر مع بداية ظهورها فى الاعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية، وطريقة احتفال المصريين به كانت تبدأ بخروجهم الى الحدائق والمتنزهات، يستمتعون بالورود والرياحين، تاركين وراءهم متاعب حياة العام وهمومه وكانوا يقضون اليوم فى زيارة المقابر كتعبير عن احياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ورمز لعقيدة الخلود التى آمن بها المصريون القدماء، ثم يقضون بقية الايام فى الاحتفال بالعيد باقامة حفلات الرقص والموسيقى ومختلف الالعاب والمباريات والسباقات ووسائل الترفيه والتسلية العديدة. إنجلترا: وتعد طرق الاحتفال بعيد راس السنة فى انجلترا من أقدم طرق الاحتفال فى العالم، حيث تم المزج بين الكثير من الانشطة معاً لخلق هذا الطابع الخاص بعيد الميلاد، ويتميز الاحتفال بعيد رأس السنة فى انجلترا باعدام الجوارب القديمة ووضعها فى المداخن وملء أكياس الهدايا بها، كما يقدم راس الخنزير المشوى كطبق رئيسى على مائدة عيد الميلاد. ألمانيا: يتميز الاحتفال بعيد رأس السنة فى المانيا بتهذيب الشجرة وإضاءتها وهذا يرجع الى اعتقاد الاجداد أنها شجرة من الجنة، وينتشر فى تلك الليلة التفاح الحلو والمكسرات والكعك والشموع الكثيرة، وبمجرد الدخول فى السنة الجديدة يبدأ الكبار فى قراءة القصص للاطفال وبعدها يتم فتح الهدايا. البرازيل: يشتهر الشعب البرازيلى بالروح المرحة وعشقه الدائم للرقص فى الاحتفالات وعلى وجه الخصوص رقصة السامبا، ويتميز الاحتفال بعيد رأس السنة فى البرازيل بتلك المائدة الكبيرة والتى تحتوى على الديك الحبشى والارز الملون مع اطباق السلطة والفاكهة. الصين: يعتمد الشعب الصينى فى الاحتفال بعيد رأس السنة على الزينة والإضاءة المبهجة، حيث يقوم الصينيون بصنع الكثير من الاشكال الورقية المضيئة ووضعها حول شجرة عيد الميلاد والمنازل الخاصة بهم، كما يهتم الشعب الصينى بتعليق صور ولوحات الاجداد فى أثناء تناول عشاء رأس السنة. فرنسا: لا يخلو بيت فى فرنسا من الاحتفال بليلة رأس السنة والاعداد لتلك الليلة المهمة لكل الفرنسيين حيث يقوم الشعب الفرنسى بصنع الكثير من الكعك الخاص بعيد الميلاد، وياتى العشاء فى تلك الليلة متأخراً ومليئا بالوجبات الرائعة مثل الاوز ولحم الخنزير، وتاتى مرحلة تبادل الهدايا بعد العشاء. الولاياتالمتحدة: ملايين الأمريكيين كل عام يعتبرون ساحة تايمز سكوير فى مدينة نيويورك، المكان المناسب والمفضل لالقاء تحية الوداع على سنة راحلة واستقبال عام جديد بالهتاف والمرح. وعلى مدى ردح طويل من القرن الماضى كان هذا الحى الذى يقع عند تقاطع جادة برودواى والشارعين السابع والثانى والاربعين يشهد تبدلا مرة تلو الاخري، الا انه ظل المكان الذى يرتاده لغرض اللهو والتسلية لفيف من سكان نيويورك ذوو الفطنة والذكاء والكرم بغير غباء، على تعبير المعلق الاميركى اندريه كيدريسكو الذى هاجر الى الولاياتالمتحدة من مسقطه رومانيا. وفى كل عشية عيد رأس السنة الميلادية، يصل مليون أمريكى الى ساحة تايمز لمشاهدة هبوط كرة مصنوعة من البلور والاضواء المشعة من عمود شاهق. وعلى مدى دقيقة تهبط هذه الكرة لتستقر فى قاع العمود، بينما يعد الجمهور الثوانى ويطلق الهتافات بالضبط عند منتصف الليل، أى بداية السنة الجديدة. الفلبين: على أطفال الفلبين ان يقوموا بالقفز 10 مرات فى ليلة رأس السنة، اذا أرادوا ان يصبحوا طوال القامة فى السنة الجديدة. ويعد الفيلبنيون الموائد المليئة بشتى انواع الفاكهة من مختلف الألوان، وايضا الملابس المطرزة، لاعتقادهم بانها تجلب الرخاء والسعادة. الدانمارك: تتمتع الدانمارك بتقليد غريب، ألا وهو إلقاء أطباق السنة القديمة على أبواب الجيران والاصدقاء، واذا وجد الشخص فى صباح أول يوم من السنة الجديدة المزيد من الاطباق المهشمة أمام باب شقته، يصبح سعيد، حياته جيدة ولديه العديد من الاصدقاء. فنزويلا: اذا اراد الفنزويلى السفر كثيرا فى السنة المقبلة، فعليه أن يحمل أمتعته حول المنزل طوال يوم 31 ديسمبر، ويستقبل الشعب الفنزويلى السنة الجديدة بارتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأصفر، لاعتقادهم بأنها تجلب الحظ، ويقوم الفنزويليون بكتابة أمانيهم وأحلامهم قبل ليلة السنة الجديدة، ومع اقتراب منتصف الليلة يجمعون تلك الامنيات ويحرقونها. أسبانيا: فى مدينة كاتالونيا الواقعة فى إسبانيا هناك تقليد يقام خلال الاحتفال برأس السنة ويتضمن وضع مشهد ريفى تلقائي، ومن أكثرها شيوعا تمثال لطفل «يتغوط» وهو تعبير حرفى يرمز للاسمدة التى تخصب التربة، ما يوحى بقدوم عام حصاد ومحصول خصب. اليابان: ومن التقاليد تزيين المنازل فى اليابان بأكاليل الزهور فى ليلة راس السنة، لانها تطرد الارواح الشريرة وترمز للحظ والسعادة. ومع حلول السنة الجديدة، يشرع اليابانيون فى الضحك، لإيمانهم بانه يجلب الحظ الجيد ايضا.