وسط أجواء من القلق إزاء تفشى وباء العنصرية القاتل فى المجتمع، شارك آلاف الأمريكيين أمس فى تأبين الشرطى «رافايل راموس» الذى لقى حتفه الأسبوع الماضى هو وزميله»وينجيان ليو»، فى أول حادث اغتيال انتقامى يستهدف عناصر الشرطة الأمريكية بعد تكرار وقائع قتل شرطى أبيض لمواطنين «سود». وشاركت العديد من الشخصيات العامة والمسئولين الأمريكيين فى مراسم تأبين «راموس»، وعلى رأسهم جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى وبيل دى بلاسيو عمدة نيويورك. وتوجه الآلاف منذ مساء أمس الأول إلى كنيسة بروتستانتية فى كوينز ، حيث شاركوا فى صلوات جنائزية على روح راموس الذى سبب اغتياله صدمة عنيفة فى نيويورك وجهاز الشرطة الذى يضم 35 ألف عنصر ينتشرون فى جميع أنحاء المدينة. واصطف الحشد الضخم بهدوء وحزن فى انتظار المرور أمام نعش الشرطى الذى تم لفه بعلم شرطة نيويورك الأخضر والأبيض والأزرق. وكان النعش تم نقله بعد ظهر أمس الأول إلى الكنيسة يحمله ستة من عناصر الشرطة يرتدون الزى الرسمى ويرافقهم عشرات آخرون من أفراد الشرطة. كما وضعت السلطات المحلية شاشات عملاقة خارج الكنيسة للذين لن يتمكنوا من دخول الكنيسة، خلال مراسم التأبين الرسمية التى شهدتها المدينة مساء أمس. وتسببت هذه الواقعة فى تصاعد حدة التوترات بين عمدة نيويورك وقوة شرطة المدينة، حيث اتهمه بعض رجال الشرطة بأن يديه ملوثتان بالدماء بدعوى أنه لم يدعمهم بشكل كاف وتساهل مع المتظاهرين فى نيويورك، الذين اجتاحوا شوارع نيويورك منذ أسابيع احتجاجا على مقتل الشاب الأسود مايك براون فى مدينة فيرجسون بولاية ميزوري، وإيريك جارنر فى نيويورك فى أغسطس ونوفمبر الماضيين على التوالي. وعلى الرغم من دعوة «دى بلاسيو» إلى هدنة حتى تشييع جثمان راموس، إلا أن طائرة صغيرة حلقت فوق هادسن فى نيويورك وهى تحمل لافتة كتب عليها «دى بلاسيو لقد تخلينا عنك». وقال شرطى سابق يدعى جون كارديو فى تغريدة على موقع تويتر إن هذا الموقف المعادى ل»دى بلاسيو» من فعل «مجموعة من رجال الشرطة الحاليين والمتقاعدين» الذين يدينون «الخطب النارية» لرئيس بلدية نيويورك. ووصل نحو 670 شرطيا من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة إلى نيويورك للمشاركة فى جنازة رافايل راموس، بمساعدة شركة طيران محلية عرضت خدماتها على الذين يرغبون فى المشاركة فى حفل التأبين.ولم تنته حتى الآن الإجراءات المتعلقة بتشييع الشرطى الثانى «ليو»، الذى قتل مع راموس ومن المنتظر وصول عدد من أفراد عائلته من الصين.