اتهم محمد توفيق سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعدم المصداقية بسبب طريقة تناولها لواقعة عدم دخول الباحثة ميشيل دان إلى مصر. وقال السفير فى رسالة بعث بها إلى مجلس تحرير الصحيفة التى دأبت فى الفترة الأخيرة على نشر تقارير مغلوطة تتضمن معلومات من وجهة نظر واحدة إن المقال الافتتاحى الذى نشرته الصحيفة بتاريخ 15 ديسمبر 2014 بعنوان "أحدث الاعتداءات المصرية" إن المقال الذى نشرته الصحيفة مضلل بشكل كامل، لأنه ذكر أن الباحثة المذكورة تم منعها من دخول مصر لأسباب أمنية، فى حين أن بيانا رسميا صادرا فى اليوم نفسه من وزارة الخارجية المصرية أكد بوضوح أن ميشيل دان انتهكت قواعد الحصول على تأشيرة مصر، وأن تفاصيل عدم تمكنها من الدخول بسبب هذه الانتهاكات أعلنتها الخارجية المصرية فى حينه وبكل وضوح، وهو ما لم تهتم به الصحيفة. وأبرز هذه التفاصيل أن تأشيرة السياحة فقط هى التى يحصل عليها الأجانب القادمون إلى مصر عند الوصول إلى الأراضى المصرية، بينما تأشيرات العمل بدون استثناء يجب التقدم بطلب للحصول عليها أولا من السفارات المصرية فى الخارج، وهو ما لم تفعله الباحثة، رغم أنها اتصلت بالفعل بالسفارة المصرية فى واشنطن يوم 8 ديسمبر وتعرفت منها على شروط حصولها على التأشيرة المطلوبة، حيث تقدمت بالفعل يوم 10 ديسمبر بطلب الحصول على التأشيرة، ولكنها لم تقدم الأوراق المطلوبة منها مثل صورة جواز السفر، ولم تسدد رسوم التأشيرة، ثم طلبت سحب جواز سفرها، وسافرت إلى مصر فى اليوم نفسه بدون تأشيرة، وحاولت الحصول على تأشيرة سياحية من مطار القاهرة، لتتمكن من دخول مصر وممارسة نشاطها ، وتحديدا حضور مؤتمر دعيت إليه منذ 15 أكتوبر الماضي، أى أنها كانت تملك وقتا كافيا للغاية للقيام بكل إجراءات الحصول على التأشيرة اللازمة. وجاء أيضا فى الخطاب الذى نشرته السفارة المصرية فى واشنطن على موقعها الإليكترونى بتاريخ 24 ديسمبر الحالى أن آراء الباحثة الأمريكية واهتماماتها البحثية لا علاقة لها بقضية عدم دخولها إلى مصر. وأضاف السفير فى خطابه أن أى شخص يريد زيارة مصر بغرض العمل فإنه مطالب باحترام القوانين المصرية، والتى وصفها السفير بأنها ليست قوانين مرتبطة بمصر وحدها، وإنما تطبقها جميع الدول، وضرب لذلك مثلا بالقوانين الأمريكية فى هذا الصدد. وانتقد السفير الصحيفة لعدم محاولتها بذل أى جهد للاتصال بالسفارة أو بوزارة الخارجية المصرية لمعرفة ملابسات واقعة عدم دخول دان للقاهرة، ولكنها مع ذلك نشرت مقالها الافتتاحى المذكور الذى بنى بالكامل على "مصادر مجهولة" لم تقدم أى شيء يقترب من الحقيقة. وأضاف السفير : "هذا ما يثير تساؤلا عما إذا كان ذلك يمثل استمرارا لتقاليدكم بنشر تقاريركم المنحازة عن مصر، والتى تقوم عادة على حديث مصادر مجهولة فقط، أو فى بعض الحالات على مصادر غير مطلعة". وقال أيضا فى نهاية الخطاب موجها حديثه إلى مجلس تحرير الصحيفة : "إنكم بذلك تنكرون حق القراء فى الاطلاع على تقارير مهنية قائمة على الحقائق، ولذلك، فلا تلوموا سوى أنفسكم على استمرار فقدانكم لمصداقيتكم فى مصر والعالم العربي".