ليس في مصر فقط يحلم المجتمع بالمستقبل بعد ثورته المجيدة.. الجميع يبحث عن الإصلاح والتطوير حتي في أوروبا.. في2010 أعلنت عن توحيد نظم التعليم بما عرف في وقتها باتفاقية بولونيا واليوم تحقق مايقرب من85% منها في البرامج التعليمية واعتماد نظام الساعات المعتمدة في التدريس وإدخال وسائل الجودة والتركيز علي المهارات والقدرات للخريجين في سوق العمل, واعتبار السلم التعليمي12 عاما يليه درجة البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه والتشجيع الدولي للتبادل الطلابي ورعاية الأستاذ للطالب وإدخال المنافسة وحرية الانتقال التعليمي للطلاب بين الدول. في زيارة لمدن بون ولايبزج وبرلين بألمانيا الاتحادية تحت درجة برودة تصل إلي15 درجة مئوية تحت الصفر والثلج يكسو الشوارع ويحيط بالمباني كانت درجة حرارة المناقشات حول القضايا التعليمية خلال الورش والندوات واللقاءات والاجتماعات التي عقدت مرتفعة وتصل أحيانا لدرجة الغليان, ولكنها تتسم بالصراحة الشديدة والشفافية والحقائق وقراءة واضحة للمستقبل التعليمي والبحثي في العالم. الألمان كانت لديهم فرحة بنجاح الجامعة الألمانية بالقاهرة بل احتفلوا بمرور10 سنوات علي إنشائها والقدرة علي تطبيق وتنفيذ71 برنامجا تعليميا وتخريج الآلاف من الطلاب بل حصولها علي شهادة الجودة والاعتماد من إحدي الوكالات وفي طريقها لاعتمادها النهائي من هيئة الجودة هناك والتي تتنافس عليها الجامعات الألمانية بل تم عرض تقرير كامل عن الجامعة وأنشطتها ومستقبلها دون تجمل لتكون الحقائق والأرقام والمقارنات المتحدث الرسمي. خلال ورشة العمل التي نظمتها الهيئة الألمانية للتبادل العلمي حول استقلالية الجامعات أكدت الدكتورة دوريته رولاند السكرتير العام للهيئة ان الجامعات تعبر عن التغيرات الاجتماعية لأن لها طابعا ديناميكيا ويجب علي كل جامعة ان تطور نفسها ليكون لها طابع فريد يتناسب مع نوعية الدراسة وتخصصاتها العلمية, وان تكون المنافسة بينها علي أساس التميز في نوعية الدراسة وان تطور نفسها بحيث يصبح البحث العلمي والتدريب مرتبطين معا في نظام التعليم وان تكون لها علاقات دولية بالجامعات. وأوضحت أن الهيئة ولها مكتب رئيسي بالقاهرة وهو أقدم المكاتب في العالم تسعي دائما إلي تقديم المنح الدراسية والعلمية للمتميزين والموهوبين وقد وصل عدد الدارسين في ألمانيا من الأجانب إلي12% من الطلاب الألمان الدارسين بدرجتي الماجستير والدكتوراه وترتفع النسبة في التربية الموسيقية والتكنولوجيا, وتم إنشاء برامج باللغة الانجليزية في الجامعات وفقا لاتفاقية بولونيا ولاستقطاب مزيد من الدارسين من دول العالم, وترحب الجامعات بهذه البرامج دون خطورة علي اللغة الألمانية لأنه يسهل عملية الدراسة للأجانب وكذلك تصدير برامج تعليمية إلي الخارج. أما مسئول التعليم لمنطقة الشرق الأوسط في مجلس اتحاد الجامعات الألمانية السيد توماس بوم فيقول: إن ألمانيا تضم387 جامعة منها266 في الاتحاد وهو اختياري ويتم تشكيله بالانتخابات وإن96% من الطلاب مسجلون بهذا الاتحاد ويبحث المجلس جميع القضايا الجامعية المختلفة في16 مقاطعة وكل مقاطعة مسئولة عن الجامعات التابعة لها, وهناك حكومة فيدرالية مركزية واحدة وهذه الجامعات110 جامعات تكنولوجية وبحثية, وتمنح درجات البكالوريوس والدراسات العليا و221 تخصصية تطبيقية وبدون دراسات عليا و56 فنية للموسيقي وغيرها وتضم2.5 مليون طالب مقيدين بالجامعات وهناك25.6% من الخريجين يدرسون في درجة الماجستير و20% يدرسون الدكتوراه والجامعات جميعها مستقلة وهي التي تقوم بترقية الأساتذة وتعيينهم وتحديد أعداد المقبولين وتدخل دائما في منافسة علي الجودة ومجلس هيئة الجودة والاعتماد جميعهم من رؤساء بعض الجامعات والمتخصصين في التعليم والطلاب ومن الحكومة. أما عن استقلالية الجامعات, فقد أوضح السيد بوم النظام الاكاديمي المتبع بكل جامعة بكل مقاطعة والهيكل الإداري بها حيث يعد رئيس الجامعة الممثل الرسمي لها, أما إدارة الجامعة فهي مسئولية مجلسها وكل جامعة لها لوائحها الخاصة وبذلك فاختيار رئيس الجامعة يختلف من مقاطعة لأخري ففي بعض الجامعات يقوم المجلس الاكاديمي باختيار رئيس الجامعة المسئول عن إصدار اللوائح الداخلية و يتم اختياره عن طريق أعضاء الجامعة كما يوجد به ممثلون للعلوم و الصناعة و الثقافة و السياسة و ممثلون للطلاب يوافق علي اختيارهم المجلس الاكاديمي. وقال إن استقلالية الجامعات غير مرتبطة برئيس أو مجلس الجامعة, فكل رئيس جامعة يستطيع الاستفادة من نقاط الاستقلالية المتاحة للجامعة مثل تحديد عدد الطلاب, إدارة شئون الجامعة واختيار وإلغاء البرامج الدراسية وتحديد الرواتب وإدارة الممتلكات الخاصة للجامعة, لذا فكل رئيس جامعة له مطلق الحرية في تفعيلها و بالرغم من ذلك فالجامعات في ألمانيا ليست مطلقة الحرية فهناك قوانين تنظمها, كما ان حكومة المقاطعة ملزمة بأن تقدم بنود الميزانية للحكومة. وفي كلية الفنون التطبيقية بمدينة لايبزج بألمانيا جددت الجامعة الألمانية بالقاهرة الاتفاقية العلمية في احتفالية كبري وقعها من الجانب المصري الدكتور اشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية وعن الجانب الألماني الدكتورة دهيمك رئيسة جامعة لايبزج للفنون التطبيقية أقيمت بالبنك المركزي الفيدرالي حيث أكد هانز بوبيه مدير البنك ان السنوات الخمس الماضية شهدت العديد من المشاركات العلمية بين الجانبين وأعرب عن إعجابه الشديد بالأنشطة الفنية لجامعة لايبزج, خاصة أن الروابط العلمية والثقافية بين الشعوب هي السبيل الوحيد نحو عالم أفضل. ومن جانبها أشارت دهيمك إلي أن جامعة لايبزج هي من اعرق وأقدم الجامعات المتخصصة في الفنون التطبيقية في ألمانيا مشيرة إلي إن الجامعة لديها علاقات مشاركة علمية مع43 كلية وجامعة في18 دولة في جميع أنحاء العالم وأوضحت انه من بين250 طالبا مقيدا في برامج تبادل طلابي يوجد50 طالبا من مصر, وقالت إن تميز الطلاب المصريين في لايبزج هو الذي دفعها للتواصل مع الجامعة الألمانية لما بها من إمكانات متميزة في شتي المجالات واشتركت الجامعتان في العديد من ورش العمل والمعارض علي مدي الأعوام الماضية كذلك تخريج أول دفعة من كلية الفنون التطبيقية بالجامعة الألمانية التي تعتبر نتاج وثمار هذا التعاون. وبعد توقيع الاتفاقية توجه الوفد إلي مقر مبني الفنون التطبيقية لجامعة لايبزج للمشاركة في عرض المشروعات الفنية لطلاب الجامعة واصطحب الوفد الدكتور ريان عبد الله العميد المؤسس لكلية الفنون التطبيقية بالجامعة الألمانية. ومن جانبه أكد الدكتور اشرف منصور أن الجامعة أصرت علي فتح مكتب للجامعة ببرلين لزيادة تعميق التعاون بين مصر وألمانيا وان رحلة إنشاء الجامعة الألمانية بدأت منذ18 عاما وهي أول جامعة ألمانية خارج حدودها تتواءم مناهجها التعليمية علي أسس اتفاقية بولونيا ويدرس في الجامعة نحو8700 طالب يتم اختيار طالب من بين كل7 طلاب متقدمين ويبلغ متوسط مجموع المقبولين95% لان الجامعة تهتم بالطلاب الموهوبين وليس فقط الذين لديهم قدرة مادية وتقدم للمتفوقين منحا تعليمية كاملة ويوجد بالجامعة أكبر مركز لتعليم اللغة الألمانية علي مستوي العالم أنفقت الجامعة نحو19 مليون يورو منذ افتتاحها في تعليم اللغة الألمانية وشجعت الجامعة الألمانية طلابها علي السفر إلي ألمانيا للدراسة أو لإنهاء مشروع تخرجهم أو لدراسة اللغة الألمانية أو في رحلات ثقافية لينفتحوا علي الثقافات والحضارات الأخري. وفي جولة تفقدية بمعهد الاريثميوم للرياضيات العلمية المتميزة أشار الدكتور برنارد كورته مدير معهد الرياضة المتميزة بجامعة بون والدكتورة اينا برنتز مديرة معهد الاريثميوم إلي الدور المعهد العلمي واستخدام الرياضيات والوسائط العلمية في رسم وإعداد اللوحات الفنية بالإضافة إلي الحاسبات العلمية وتاريخها ونوعها بالمتحف وتتضمن تصميمات الرقائق الالكترونية المبينة في هذه اللوحات و التي هي نتاج عمليات رياضية معقدة يقوم بها أسرع الحواسب الحديثة بل تحتاج أسابيع لإكمالها وعادة ما تسمي هذه اللوحات باسم مؤسسة أو شخص يمثلها وتجسد اللوحات الرغبة الأكيدة للمعهد بالتعاون مع الهيئة الألمانية للتبادل العلمي تقديم العالم المذهل للإلكترونيات المتناهية الصغر بما تحويه من الجوانب الجمالية مع شرح و إيضاح الأسس التصميمية الرياضية للوحات كما تبين ما يسمي الرقائق الالكترونية وهي الرقائق الموكلة بالعمليات الحسابية ومعالجة البيانات, مثل المايكروبروسيسور وكنترول شبكات البيانات الكبري مثل شبكات الإنترنت والتليفون فاستخدام الرياضيات المتميزة في تصميم الرقائق الالكترونية يعتبر من العمليات بالغة التنوع و شديدة التعقيد. وأوضح أن الرقائق تعد أعقد تركيبات صممها الإنسان من خلال اهتمام مركز بحوث الرياضيات بعلم رياضيات تصميم الرقائق منذ عام1986 تجسيدا لريادته للعالم أجمع في مجال الرياضيات حيث يقدم هذا المعرض تصميمات الرقائق في السنوات ال15 الأخيرة بدءا برقائق عليها مليون ترانزيستور و خمسة عشر مترا من خطوط التوصيل و نهاية برقائق اليوم ذات المائة مليون ترانزيستور و الواحد ونصف كيلومتر من خطوط التوصيل. وتوضح اللوحات اختيار الألوان بشكل جمالي بحت لإبراز الفروق التكوينية للمشاهد كما تضفي شخصية متفردة علي كل لوحة وكانت الألوان عادة ما تستخدم لإبراز تعزيز الصفات الخاصة لتصميم الرقائق, ولهذه اللوحات صفات جمال داخلي يمكن مقارنتها بالأعمال الفنية وعلي الرغم من ذلك فإن لوحات تصميم الرقائق لا تمثل إلا تكوينات طبيعية محسوبة و لها استخدام معين و لم تخلق صناعيا, فهي نتاج عملية مختلفة تماما عن القواعد التقليدية المتعارف عليها.