فجرت سيدتان انتحاريتان نفسيهما في اثنين من محطات مترو الأنفاق بوسط موسكو في ساعات الذروة الصباحية ، مما أسفر عن مصرع نحو 40 شخصا وإصابة ما لايقل عن 40 آخرين حتى الآن . وقد أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده لن تتهاون في اقتلاع الارهابيين من أراضيها ومواصلة الحرب "ضد الإرهاب" دون تردد وحتى النهاية. وأوضحت متحدثة باسم وزارة الاحوال الطارئة الروسية أن الانفجار الأول وقع في قطار إثر توقفه في محطة لوبيانكا في وسط موسكو قرب مقر أجهزة الاستخبارات الروسية، أعقبه بدقائق قليلة انفجار ثان في عربة قطار اثناء توقفه في محطة بارك كولتوري في وسط العاصمة الروسية ايضا. كما تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ب"القضاء على الارهابيين" الذين يقفون خلف الاعتداءين الانتحاريين ، وقال خلال زيارة لمدينة كراسنويارسك في سيبيريا "أنا واثق من أن أجهزة تطبيق القانون ستفعل كل ما يمكن فعله لإلقاء القبض على المجرمين ومعاقبتهم". و من ناحيته، أكد مدعي عام موسكو "يوري سيومين" - في تصريحات للصحافة- أن الانفجارين ناجمان عن اعتداءين انتحاريين بواسطة أحزمة ناسفة. فيما حملت أجهزة الأمن الروسية المتمردين الشيشان مسئولية الاعتداءين. وقال الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن "الفرضية الاولى تقول أن الاعتداءين نفذتهما مجموعات ارهابية مرتبطة بمنطقة القوقاز الشمالي. نحن نعتبر هذه الفرضية الفرضية الرئيسية"، وهي منطقة روسية تقطنها اغلبية مسلمة وتشهد منذ سنوات تمردا اسلاميا، فيما سارعت الرئاسة الروسية بتوجيه أوامر فورية للسلطات في كافة المطارات الروسية وسائر وسائل النقل العام في كافة أنحاء البلاد لتشديد الإجراءات الأمنية تحسبا لأي تفجيرات مشابهة. ومن المتوقع أن تشمل هذه الإجراءات مجسات للكشف عن المعادن وتقنيات حديثة لتفتيش المسافرين والركاب. وأكد المسئولون رفع درجة التأهب الأمني إلى أقصى مستوياتها. يأتي ذلك في الوقت الذي سارع فيه عمال الإنقاذ إلى الموقعين لكن وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء أشارت إلى أن سيارات الاسعاف واجهت صعوبات في الوصول إلى موقعي الانفجار بسبب الازدحام الشديد في وقت الذروة الصباحية. الأمر الذي دفع السلطات الروسية للاستعانة بطائرة هليكوبتر تابعة لأجهزة الطوارىء هبطت في ساحة لوبيانكا التي تضم مقر جهاز الاستخبارات الفيدرالي الروسي الذي حل محل جهاز "كي جي بي" السوفياتي. وفي الوقت الذي أغلقت فيه المحطات التي وقع فيها الانفجاران، كانت خطوط اخرى للمترو لا تزال تعمل فيما كثفت الشرطة عمليات التفتيش على هويات الركاب وامتعتهم. وكان رئيس الاستخبارات الفيدرالية الكسندر بوروتنيكوف يعد تقريرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع. في نفس ا الوقت الذي نفت فيه السلطات شائعات عن وقوع انفجار ثالث في محطة مترو أخرى. فيما سارعت لجنة الادعاء الروسي للتحقيق بفتح تحقيق جنائي حول الاعتداءين ، وفقا للمادة 205 من القانون الجنائي الروسي " الإرهاب" . وفي أول رد فعل اقتصادي، تعرض الروبل الروسي لتراجع ملحوظ في بداية التعاملات في البورصة أمس بعدما دفعت تفجيرات موسكو المضاربين لتفادي المخاطرة مما عزز الطلب على الأصول الآمنة مثل الدولار.