بعد يوم من التفجيرات التي استهدفت موسكو واودت بحياة 38 شخصا، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلي قوانين جديدة لردع الإرهابيين. وأشار ميدفيديف إلي أن روسيا بحاجة إلي تركيز الانتباه علي تفعيل القانون لإحباط الأعمال الإرهابية و نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إنه من المحتمل أن متطرفين يعملون في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية ساعدوا في التخطيط للتفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا بعض محطات مترو الانفاق في العاصمة. ولم يشر لافروف لتنظيم القاعدة او لحركة طالبان، لكنه قال إنه من المحتمل أن الانتحارتين كانتا لهما صلات بمتشددين علي الحدود الأفغانية الباكستانية حيث ينشط مقاتلو القاعدة وطالبان الباكستانية والأفغانية، مشيرا إلي أن هذه المنطقة تحولت الي معاقل ترتع فيها العناصر الارهابية بحرية. ولم يستبعد الوزير الروسي احتمال تدخل خارجي في الهجومي. من جانبه شدد الزعيم الشيشان رمضان قديروف المدعوم من الكرملين علي ضرورة تسميم المتشددين الذين يهاجمون المدنيين الأبرياء مثل الفئران كما يجب سحقهم وتدميرهم. وأشار قديروف إلي أن مكافحة الإرهابيين يتعين ان يتم عبر إجراءات مشددة لهزيمة هذا الشر علي حد قوله وفي إطار متصل، صرح مصدر أمنى فى روسيا بأن السلطات بدأت عمليات البحث عن امرأتين ورجل للاشتباه فى ضلوعهم فى تدبير وتنفيذ التفجيرين. وقال المتحدث أن دوريات الشرطة فى العاصمة حصلت على صور تقريبية لوجوه الأشخاص الثلاثة . وحسب قول المصدر تبلغ المرأة الأولى المشتبه بها نحو 25عاما من العمر ، فى حين تبلغ الثانية حوالى 40عاما ، أما الرجل فهو ذو لحية ويبلغ من العمر حوالى 30 عاما ويذكر أن مصدرا فى جهاز الأمن الفيدرالى كان قد أفاد فى وقت سابق أن كاميرات المراقبة فى محطة يوجو زابادنايا صورت الانتحاريتين لدى دخولهما محطة المترو هذه برفقة امرأتين بملامح سلافية. وقد تم تشديد إجراءات الأمن حول قاعدة فضاء "بايكوتور" فى كازاخستان عقب التفجيرين . وأعلن مصدر أمنى أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية فى القاعدة وفى مدينة بايكونور ، كما عززت دوريات الشرطة حراستها للمكان. وفي واشنطن، عرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال اتصال هاتفى مع نظيره الروسى مساعدة موسكو فى التحقيقات واعتقال مرتكبى هذا العمل الشنيع. وذكرت وكالة (نوفوستى) نقلا عن عن مصدر فى البيت الأبيض "عرض الرئيس الأمريكى المساعدة فى تعقب الجناه وأعرب عن استعداد المتحدة فى التعاون مع روسيا لتقديم هؤلاء إلى العدالة". وفي السياق ذاته، أعربت الصحف واشنطن عن أسفها بسبب ما وصفته ب"نهاية الاوهام" بشأن استتباب الأمن في البلاد. وكتبت صحيفة "فيدوموستي" الاقتصادية أن الواقع أنهى الأوهام حول استتباب الأمن في الحياة اليومية. وأضافت أنه خلال السنوات الأخيرة جعلت السلطات والقنوات التلفزيونية الخاصة المواطنين الروس يظنون أن الإرهاب محصور في القوقاز الشمالي ولا يهدد المواطنين العاديين. أما صحيفة "فريميا نوفوستي" فأكدت أن الاعتداءين ربما يكونا أحدثا صدمة تصم الآذان"، موضحة أنهما يمثلان عودة "الرعب الكبير" إلى موسكو "بعد سنوات من الهدوء النسبي". وأضافت الصحيفة أن "ما حدث برهن على ان السلطات لم تنجح في احراز تقدم كبير في حل المشكلة الانفصالية في القوقاز الشمالي". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان التفجيرين المروعين اللذين وقعا فى موسكو كانا بمثابة " وجع فى الذاكرة الروسية" غير أن الصحيفة الامريكية لاحظت ان هناك حالة من التسرع فى القاء اللوم على مسلحين من الشيشان أو مناطق قوقازية أخرى وتحميلهم مسئولية هذه الهجمات . بينما رأت مجلة التايم الأمريكية الأسبوعية أن التفجيرات الانتحارية التى تعرض لها مترو انفاق موسكو تؤكد حقيقة واضحة لا غبار عليها أن الجماعت الإرهابية بات باستطاعتها الآن شن هجمات مثيرة بقلب العاصمة الروسية . كما ذكرت صحيفة "الجارديان" أن شوارع موسكو باتت "ممسوسة بالرعب" بعد الانفجارين. وأشارت الصحيفة إلى أن أنشطة العنف التى سرت فى الآونة الأخيرة فى روسيا انطلاقا من مناطق فى القوقاز كان من المنطقى أن تصل إلى موسكو وتضرب ضربتها فى العاصمة. وكانت موسكو قد تعرضت صباح أمس لهجمات ارهابية حيث فجرت سيدتان انتحاريتان نفسيهما في اثنتين من محطات مترو الأنفاق بوسط موسكو في ساعات الذروة الصباحية, مما أسفر عن مصرع38 شخصا وإصابة ما لايقل عن64 آخرين, وفقا للتقارير الأولية عن الاعتداءين المتزامنين. وأوضحت متحدثة باسم وزارة الاحوال الطوارئ الروسية أن الانفجار الأول وقع في قطار إثر توقفه في محطة لوبيانكا في وسط موسكو قرب مقر أجهزة المخابرات الروسية, أعقبه بدقائق قليلة انفجار ثان في عربة قطار اثناء توقفه في محطة بارك كولتوري في وسط العاصمة الروسية ايضا. كما تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالقضاء علي الارهابيين الذين يقفون خلف الهجومين الانتحاريين, وقال خلال زيارة لمدينة كراسنويارسك في سيبيريا أنا واثق من أن الأجهزة الامنية ستفعل كل ما يمكن فعله لإلقاء القبض علي مدبري الهجومين ومعاقبتهم.