هل صحيح ماورد علي لسان كاترين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أنها كلمات محبطة للغاية وتسيء بالفعل إلي كل مواطن مصري ولعل المرأة تقصد بلدا آخر أو يكون قد جانبها الصواب تماما. لقد قالت إن ثروات مصر تكفي لمساعدة ربع دول أوروبا وتضعها في مقدمة الدول الغنية وإن هذه الثروات كانت كفيلة بأن يصبح جميع مواطنيها أغنياء هل عبارات السيدة كاترين تمثل واقعا بالفعل؟ هل كانت مواردنا منهوبة إلي هذا الحد المفزع كيف تكفي ثروة مصر لمساعدة ربع دول أوروبا بينما نحن الآن وفي هذه الفترة العصيبة نلهث وراء أي مساعدة خليجية أو أوروبية ونتودد لصندوق النقد ونداعبه ونبدي استعدادنا لقبول أي شروط مجحفة يفرضها؟. كيف كانت ثرواتنا تضعنا في مقدمة الدول الغنية بينما أربعون في المائة من هذا الشعب المنكوب تحت خط الفقر وشبابنا يقبل علي الانتحار ليأسه من العثور علي أي وظيفة يتعيش منها أو يلجأ إلي الهجرة غير الشرعية التي تمثل رحلة الهلاك وله كل العذر؟! إلي هذا الحد جاء استخفاف نظام مبارك بهذا الشعب المنكوب ليستبيح لنفسه نهب ثرواته؟! إذا كانت السيدة كاترين صادقة يكون علي الجانب الآخر صورة لاتحتمل الجدل وهي استيلاء قصر الرئاسة علي نصيب معلوم من دخل قناة السويس والموارد البترولية والسياحية والتصديرية إلي جانب ما آل إليهم من عمليات البيع المجحفة المشبوهة للشركات وما إلي ذلك. ثم يجئ بعد هذا كله لنسمع محاميه الهمام يتحدث بلسان الحاكم المفتري عليه ليقول: بلدي وإن جارت علي وأهلي وإن ضنوا علي ويتحدث عن عطائه وتاريخه وتضحياته من أجل شعبه. ماذا لو كان مبارك حاكما عادلا نزيها تؤرقه احوال شعبه المعيشية؟ ماذا لو كان أفراد أسرته لم يتجروا باقوات هذا الشعب البائس؟ ماذا لو كانت ثروات البلاد عادت علي المواطن الكادح دون أن تصب في جيوب هؤلاء الفاسدين المفسدين؟ هل صحيح أننا كنا سنصبح شعبا لايعرف الحرمان والضياع والفقر واليأس بل مجتمع الوفرة والرخاء والرفاهية والمليونيرات يمثلون الأغلبية لنجد الفيلات قابعة مكان العشوائيات يبدو بالفعل أن السيدة كاترين صادقة وليست مضللة أو مغالطة. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد