أكد نقيب الصحفيين ضياء رشوان أن لجنة التشريعات الإعلامية التى تضم ممثلين لكل القطاعات ذات الصلة بقوانين الإعلام ستنتهى من عملها فى النصف الأول من الشهر المقبل. وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتعجل تنظيم البيت الإعلامي، دون فرض رؤية بعينها، وأن الصحفيين حريصون على تنظيم أنفسهم، واعتبر رشوان فى برنامج «صالون التحرير» مع الكاتب الصحفى عبد الله السناوي، على فضائية «التحرير» أن مفهوم الصحافة القومية يشمل الصحف الخاصة، وأن الأداء العام للصحف المصرية تشوبه بعض المشكلات، مشددا على أن حل مشكلات الصحافة لن يكون بين يوم وليلة وإنما سيأخذ وقتا. وأضاف رشوان أن القوانين التى تنظم الصحافة الخاصة تجعلها فى وضع مهلهل، وأنه من الضرورى وجود نقابة للإعلاميين قبل إصدار التشريعات الخاصة بالوضع الإعلامى الراهن، داعيا لضرورة إصدار القانون الخاص بنقابة الإعلاميين. من جهته،قال السكرتير العام الأسبق لنقابة الصحفيين يحيى قلاش إن مستقبل الإعلام كله يتوقف على التطور السياسى فى البلاد، وأن تحويل نصوص الدستور لقوانين تحكم الإعلام يضع الصحفيين أمام تحدٍ حقيقي، وأنه لا حرية دون صحافة مستقلة وإعلام حر، مشيرا إلى أن النظام الحاكم حاول السيطرة على الإعلام قبل ثورة يناير. وأضاف قلاش أن ترجمة «الثورة» فى إعلام حر مازالت حلما، لافتا إلى مقولة نقيب النقباء الكاتب الصحفى الراحل كامل الزهيرى بأن الصحافة والإعلام أعز ما يملك أى نظام.وتابع قلاش: نريد البناء على النصوص التشريعية الخاصة بالصحافة فى الدستور، فلا يمكن الحديث عن إعلام حر فى ظل الاحتكار. واعتبر أن الجهة المنوط بها إعداد ميثاق شرف إعلامى هى نقابة الإعلاميين، وأنه لابد من تنظيم ذاتى للإعلام بمدونات أخلاقية. ورأى قلاش أنه على الإعلام تبصير الحاكم بالحقيقة وليس تضليله، وأن الرأى العام هو صاحب الحق فى إعلام حر وصحافة مستقلة، وقال إن الصحافة المصرية أمامها فرصة غير مسبوقة للانطلاق فى آفاق جديدة. وزاد أن الشخص الحر هو الشخص المسئول، وأن المسئولية تفرض التنظيم الذاتى للإعلام. بينما أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة صلاح عيسى اننا بصدد نظام إعلامى جديد يختلف عما سبقه من أنظمة إعلامية طوال العقود الماضية، وأن مواد الصحافة فى الدستور تعد أساسا له، معتبرا أن مواد الحريات فى الدستور الجديد، لا مثيل لها فى أى دستور بالمنطقة. وعن عمل اللجنة الوطنية لتشريعات الإعلام، قال عيسى إنهم يسعون لتأسيس صحافة الخدمة العامة فى مصر، مشيرا إلى ما اعتبره أدوارا مهمة لعبتها الصحف القومية فى تاريخ البلاد، وقال إن اللجنة الوطنية للتشريعات الإعلامية، هدفها إبقاء الصحف القومية ملكا للدولة وليس للنظام أو الرئيس أو أى حزب، مشددا على أن صناعة الصحف، عملية صعبة وشاقة، وليست «شقة وأجهزة كمبيوتر»، بحسب تعبيره. وأشاد عيسى بدور الصحافة الخاصة فى السنوات الماضية، وقال إنها لعبت دورا فى توسيع هامش الحرية، واعتبر الصحف القومية، «عامل استقرار» ونافذة مفتوحة للكل. وعن المشكلات التى تواجه الصحف القومية، ذكر عيسى أن الحكومة هى الدائن الأساسى للمؤسسات الصحفية القومية، قائلا إن الحكومة تذكرت فجأة ديونها لدى الصحف القومية، وطالبها بمحاسبة الصحف القومية على أصول ديونها وجدولتها. وقال عيسى إن الإعلام المصرى مهد لثورتى 25 يناير و30 يونيو، معتبرا أن الشعب واجه جماعة مسلحة فى الثلاثين من يونيو، فى إشارة لجماعة الإخوان، وقال إن الإعلام الخاص دخل بثقله لحشد الجماهير فى 30 يونيو. وزاد الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، أن الإعلام يكون منحازا وتعبويا فى أثناء الثورات والحروب، وأنه دخل طور التنظيم بعد حالة من التعبئة خلال ثورة 30 يونيو، مرجعا جزءا من الانفلات الإعلامى إلى حالة الفراغ السياسي، مستنكرا تحول بعض الإعلاميين ومقدمى البرامج إلى زعماء سياسيين، على حد قوله. وقال إن التمسك بمواثيق الشرف المهنية ضرورة واجبة فى كل قناة تليفزيونية، وأنه من الواجب أن تحاسب كل قناة مذيعيها فى حالة الخروج عن قيم المهنة.