لم يشأ «تشاك هيجل» ثانى وزير دفاع جمهورى فى عهد الرئيس الديمقراطى باراك اوباما بعد روبرت جيتيس الذى تولى حقيبة الدفاع فى أواخر الولاية الثانية لجورج بوش الأبن أن يغادر منصبه دون أن يترك لسلفه كارترآشتون وزير الدفاع الجديد سجالا من النقاش الحاد حول خطته التى قدمها إلى الكونجرس مارس الماضى، والتى ترمى إلى تقليص موازنة البنتاجون لعام 2015 تلك الخطة التى احدثت ردود فعل قوية بين معسكرين مؤيد لها ومعارض فى آن خاصة حول تحديد ماهية التهديات الأمنية والعسكرية التى تواجه الولاياتالمتحدة فى الوقت الحالى. وكشفت الخطة أن موازنة البنتاجون لعام 2015التى قدمها إلى الكونجرس تقدر ب496 مليار دولارفى مقابل موازنة 2014 والتي بلغت 526٫6 مليار دولار، كما تشمل خفضًا في القوات البرية والبحرية والجوية للجيش الأمريكى ليصل عدد القوات العاملة فى صفوف الجيش الأمريكى من 520 ألف جندي إلى 450 ألفًا فى عام 2019، والحرس الوطني من 355 ألفًا إلى 335 ألفًا، والإحتياطي من 205 آلاف إلى 195 ألفًا، والمارينز إلى 182 ألفًا من 190 ألفًا حاليًّا، واستبعاد 4 تشكيلات جوية، وبالتالى خفض ساعات الطيران، والتخلى عن عدد من السفن والطائرات وإخراجها من الخدمة أو إلغاء بعض برامج التدريب ومشروعات التسلح وإغلاق لبعض القواعد العسكرية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت فى السابق عن خطوات مناظرة خلال مناقشة موازنة 2014 حيث قدمت ميزانية تبلغ نحو 526,6 مليار دولار بفارق 106,4 مليارات دولار عن موازنة عام 2013. الخطة الجديدة اثارت ردود فعل عاصفة ومتباينة على مستوى الداخل الامريكى والدولي المتأثر بالتفوق العسكرى الأمريكى الأمر الذي دفع الكثيرين إلى القلق من نتائجها على مستقبل هذا التفوق العسكري الأمريكي وبقاء الولاياتالمتحدة كقوة عظمى. ، خاصة أن الجيش الأمريكى بدا بالفعل منذ 2012 في تقليص حجم قواته إلى 520 ألفًا من 570 ألفًا ليصل عدد الجنود إلى 490 ألفًا فى عام 2015، فى الوقت الذى ابدى بعض المراقبين والمحللين الأمريكيين رضاهم عن الخطة بدعوى أن النفقات العسكرية قد تجاوزت حدودها القصوى مع تخطيها في السنوات الأخيرة حاجز ال50% من الموازنة الأمريكية، واقتصاد تعانى من مديونية تقارب ال 16 تريليون دولار خاصة فى ظل خوض حربين في آن واحد في العراق وأفغانستان وفق رؤية هيجل يصبح الجيش الامريكى الأصغر حجماً منذ الحرب العالمية الثانية ويراهن مراقبون على القوات المسلحة الامريكية بعد هذه الهيكلة او الحوكمة ، سيكون قادرا على صد وردع اى عدوان خاصة فى ظل ما يراه البعض من عدم قدرة الجيش الامريكى على الحسم سواء فى العراقوافغانستان حيث بدا الجيش الذى وجد ليحارب على جبهات قيل فى وقت سابق ربما تكون اربع جبهات ويدير نيرانه بكفاءة عالية ضد هذه العدائيات هذا الجيش ظهرعاجزا عن تحقيق انتصار كاسح فى افغانستان وغاصت أقدامه فى مستنقع محاربة الجماعات الجهادية المسلحة طالبان والقاعدة خاصة أن الأخيرة عمدت إلى تشتيت ذهن المخطط العسكرى الأمريكى وإرهاقه فى نقل قواته إلى مسارح عمليات تنظيم القاعدة مابين افغانستان واليمن والعراق والصومال وجنوب الجزائر ومالى هذا التشتت ساعد فى تبدد المجهود الرئيسى للقوات الأمريكية ومع تزايد الخسائر فى المعدات والأفراد وانكسار الروح المعنوية وهروب الاف من افراد الجيش الامريكى وانتحار الكثيرين جراء عمليات المقاومة التى شنها العراقيون وبقايا حزب البعث كل هذا القى باعباء بالغة على من يدير عمليات الجيش الأمريكى كما صاحب ضعف الأداء العسكرى الأمريكى فى العراق وأفغانستان ايضا فشل وتباطؤ فى إنجاح العملية السياسية بعد رحيل نظام البعث فى العراق والذى خلف وراءه نظاما سياسيا يقوم على المحاصصة والبناء الطائفى للجيش العراقى وكذلك قوة شوكة حركة طالبان ونجاحها فى توجيه ضربات موجعة للقوات الأمريكية والمتحالفة معها اعقبها خروج كثير من قوات دول التحالف من هناك وذكرت التقارير أن الخطط المقررة في وقت سابق تنص على تقليص قوات الجيش الأمريكي من 570 ألفاً إلى 490 ألفاً، لكن هيجل يدعو إلى مواصلة عملية التقليص، بحيث يُتوقع أن يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الأمريكية في السنوات القادمة ما بين 440 ألفاً و450 ألفاً. كما ستطال عمليات التقليص، ولو بشكل محدود، قوات الاحتياط والحرس الوطني. وفي الوقت نفسه الاستمرار إنتاج مقاتلة «إف-35»، رغم تكلفة هذا البرنامج المرتفعة أما البحرية الأمريكية، فسيسمح هيجل بشراء مدمرتين وغواصتين ضاربتين كل عام خطة هيجل، اثارت ردود فعل صاخبة بين الخبراء والمحللين، رأى بعض الخبراء أن هيجل صريحاً أعلنه، عندما أقر بأن المخاطرة ستكون عالية حيال مواجهة عسكرية مقبلة خوضها في المستقبل. وأن مسارات التحرك العسكرى قد تكون أقل، وعدد الضحايا قد يكون أكثر، إلا أن هيجل شدد أيضاً على أهمية الاعتماد على العمليات الخاصة والتكنولوجيا، خاصة القدرات الإلكترونية، في تفادي تبعات خفض القوات في أثناء خوض حروب المستقبل. وشدد الخبراء على «عدم التهويل»، وتأكيد أن قدرات الولاياتالمتحدةالأمريكية الدفاعية مع جيش أقل عدداً سوف تظل الاكبر في العالم، خاصة مع الأخذ في الاعتبار ما اقترحه هيجل من زيادة الاستثمار في العمليات الخاصة وأدوات الحرب الإلكترونية