مزيد من الدماء والقتلى والتفجيرات .. ما بين 200 و300 ألف قتيل وأضعافهم من الجرحى .. ملايين اللاجئين يواجهون البرد القاتل فى مخيمات الحدود القاسية .. أكثر من 60 % من الشعب السورى - ما يزيد على 12 ونصف مليون مواطن - بين شهيد ومعاق ونازح فى الخارج والداخل . "داعش" تدخل معادلة الصراع بمزيد من الرعب والقتل والتشريد والإرهاب .. تقتطع أجزاء جديدة من سوريا الممزقة .. وتبيح الحدود والسيادة أمام غارات دولية للحرب على الإرهاب .. إسرائيل تمارس دورها فى الإجهاز على ما بقى من أسلحة الدولة المهترئة بعمليات وغارات نوعية فى العمق .. هذا ما أضافه العام 2014 على "المأساة السورية. وهكذا تتأهب سوريا بثورتها التى حولها السلاح لحرب طائفية ومعركة إقليمية بالوكالة لدخول عامها الخامس ، دون فائز من أطراف الصراع بين النظام والمعارضة ..الفوز فى الحرب الأهلية السورية لا يجنيه إلا تجار السلاح والنفط بينما الجميع خاسرون ، ونهاية الحرب لن تكون إلا حين تتوقف أصوات الرصاص والتفجيرات ليصل صوت العقلاء من الطرفين لرؤية مشتركة منقذة. رسخت السنوات الأربع الماضية قناعة لدى الساسة من النظام والمعارضة بألا حل للأزمة إلا السياسة .. وألا سبيل لوقف نزيف الدم إلا التفاوض من أجل التسوية .. وألا تسوية دون تنازلات "مؤلمة" ، وهو ما يبشر بإمكانية أن يشهد العام الجديد مخرجا للأزمة السورية من النفق المظلم .. وهو أمر لن يتم إلا فى إطار دولى بمشاركة أطراف تكفل الضغط على النظام والمعارضة وتضمن التوصل لحل سياسى. المبادرة المصرية فى ذلك الإطار ظهرت - خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضى - مبادرات للحل ، من بينها المبادرة المصرية ، والتى تدعو لإيجاد حل سياسى للأزمة فى سوريا ، وضرورة تهيئة المناخ الملائم لإيجاد حل دائم وشامل ، بما يحفظ تطلعات الشعب السورى ويحفظ للبلد وحدتها، وأكدت مصر مرارا على عدم وجود حل عسكرى للأزمة. المبادرة الروسية - الإيرانية فى المقابل ، ظهرت خلال الشهر الأخير من العام الماضى ملامح مبادرة أخرى تتبناها روسياوإيران ، وتتضمن الإعلان عن تنازل الأسد عن بعض صلاحياته ، وتعارض إيران أى حل سياسى يتضمن خروج الأسد . كما تنص المبادرة على الحوار فى موسكو أولاً ثم فى دمشق بمشاركة أسماء من المعارضة تتمتع بالاعتدال مثل معاذ الخطيب وحسن عبد العظيم وقدرى جميل بالإضافة إلى بعض القوى الإسلامية على الأرض. غير أن هذه المبادرة قوبلت بمعارضة داخلية سورية ، ترفض أن يأتى الحل من موسكو وطهران باعتبارهما الراعيين الداعمين الرئيسيين للنظام السورى بقيادة الرئيس بشار الأسد ، إلا أن مجمل الجهود المطروحة للحل ، وحجم المخاطر الذى يحيط بسوريا والمنطقة بأسرها فى حربها المعلنة ضد الإرهاب ، قد يجبر طرفى الصراع على القبول برؤية مشتركة والعودة إلى جولة مفاوضات جديدة فى "جنيف" ، وهو أمر يبدو فى الوقت الراهن ضوءا خافتا فى نهاية النفق.