بكيتك ودعوت الله أن تجد في رحابه منزلة العلماء والصديقين, وعلي قدر بكائي علي قدر حمدي لله العلي القدير أن فاضت روحك الطيبة وأنت علي منصة العلم تعطي بسخائك المعهود لطلابك, ثم تخرج من باب جامعتك العريقة, وتودعك كليتك التي احببتها وأحبك فيها طلابك الذين صاروا أساتذة, ورأيت دموعهم جميعا تودعك بكل الدعاء وسخاء الكلام عنك وعن سيرتك العطرة معهم. أذكر لك أستاذي الجليل عندما قبلت الإشراف علي بحث الدكتوراه في موضوع الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة. وكم جلست أمامك نناقش ونختلف وتقبل, وهنا تتجلي رحابة صدرك عند الاختلاف وتسعد وتقبل عندما أجود في رأي وأقدم الجديد في فصل من فصول البحث. تعلمت منك الكثير في قيمة الفلسفة. في صقل شخصية الانسان وإثراء فكره, وعدم الضيق من الرأي الآخر, كم كنت رائعا وأنت تعطي لطلابك من مختلف الجامعات والمعاهد العلمية؟! احببنا فيك جميعا ثراء العطاء دون أي نظر للمقابل حتي المودة الأدبية أو المعنوية ممن جحدوا عطاءك, ولم تبادل أحدا بالكراهية أو الغلظة حتي من جرك إلي المحكمة في قضية اختلاف في الرأي, وللأسف مازالت هذه الكراهية والغلظة مستمرة وتزداد عند الاختلاف أو قبول الرأي الآخر وهي محنة يعاني منها مجتمعنا لأنهم لم يعرفوا صحيح الدين في احترام الاختلاف وآدابه, رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب. أستاذي الجليل وداعا وشكرا علي كل ما أعطيته لطلابك جعله الله لك رحمة ونورا في رحاب رب كريم.